عليه السلام فى اثناء ذلك كله محقق من حقه مكد من نصيبه، فالبعد كما تراه منهم بعيد و الاختلاف شديد.و الاستشهاد (بالبيت) واقع موقعه و وارد فى موضعه، فحيان هذا رجل من بنى حنيفه كان ينادم الاعشى و هو من سادات بنى حنيفه، فاراد ما بعد ما بين يومى على كور المطيه و رحلها اداب و انصب فى الهواجر، و بين يومى و ادعا منادما لحيان فى نعمه و خفض امن و خصب، و كذا كان حال على مع رسول الله صلى الله عليه و آله و بعده تغيرت.و روى ان حيان عتب على الاعشى كيف نسبه الى اخيه مع استغناء حيان بشرفه عن ذكر اخيه، فاعتذر الاعشى ان القافيه ساقته الى ذلك، فلم يعذره.ثم تعجب اميرالمومنين عليه السلام من دقيق محاسبتهم و شديد مناقشتهم، لان من يستقيل من امر على ظاهر الحال يجب ان يكون زاهدا فيه متبرما به، و هذا ايماء الى ما كان من الاول من قوله (اقيلونى اذ لست بخيركم)، و من عقد لغيره و وصى به الى سواه فهو على غايه التمسك به.ثم اقسم لشد ما تشطرا ضرعى ناقه الخلافه، و هذا استعاره، اى اقتسما منفعتها و تناصفا.من الشطر الذى هو النصف.فلما وصى اليه بالخلافه صير مطيتها فى حوزه- اى فى ناحيه- خشناء، يجفو مسها و يعظم كلمها.و هو تعريض بجفاء خلق الرجل ا
لثانى و نفار طبعه.ثم شبه ذلك براكب الصبعه التى ما ذللت و لاريضت، فهى بين خطبين: ان ارخى لها الزمام توجهت به حيث شائت حتى توقعه فى المهالك، و ان ضيق عليها الشناق خرق انفها.لان الزمام يتصل بالانف، فاذا و الى بين جذبه لشده امساكه خرقه.فبلى الناس بخبط، و هو السير على غير جاده، و حلف على ذلك ببقاء الله.و الشماس: النفار، و التلون: التقلب و التبدل.و الاعتراض: نوع من التغير، و ترك لزوم القصد و جاده الطريق.و قيل: اى كانوا يعترضون على فى افعالى.ثم ذكر شده محنته و صبره بطول مده عمر الثانى الى ان هلك