كميل تصغيرا كمل كزهير فى تصغير ازهر، و ذلك بعد حذف الهمزه.
و الزياد و الزياده بمعنى، و هما مصدران ككتاب و الكتابه و نخع قبيله من اليمن.
و الجبان: الصحراء، و الجبانه مثله.
و اصحر: دخل فى الصحراء.
و الصعداء بالمد: تنفس يصعده المتلهف و الحزن احيانا.
و هذا الفصل كله فى صفه العلماء و العلم منتزع من كلام طويل له عليه السلام معروف، كان اميرالمومنين عليه السلام اخرج كميلا الى موضع خال ثم وصاه فدعاه اولا الى حفظ ما سمعه من العلم، فقال: خيرالقلوب او عاها: اى احفظها للعلم الدينى.
ثم قسم اصناف الناس على ثلاثه: احدها عالم ربانى، و هو العارف بالله تعالى المتاله، قال تعالى كونوا ربانيين.
قال الازهرى: هم ارباب العلم الذين يعملون بما يعلمون، و اصله من الرب كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، و زيدت النون و الالف للمبالغه فى النسب، كما يقال: لحيانى.
و قال ابوعبيد: الربانيون العلماء بالحلال و الحرام، فقال ثعلب: انما قيل للعلماء ربانيون لانهم يربون العلم ان يقوموا به، يقال لمن قام باصلاح شى ء و اتمامه قد ربه يربه فهو رب له، و قيل: انه منسوب الى الرب على غير قياس.
و الرب من اسماء الله و لا يفال فى غيره ت عالى الا بالاضافه.
و الصنف الثانى الذى يتعلم لينجو بذلك لا يجادل و يفاخر به.
و الصنف الثالث ارذال الناس الذين يتبعون كل مبتدع ينعق و يدعو الناس الى باطل.
و الهمج: ذباب صغير كالبعوض يقع على وجوه الحمر.
و الرعاع: الاحداث و الطغام.
ثم ذكره زياده درجات العلم على المال من وجوه محسوسه، ثم قال: ان تعلم العلم حسن عند كل عاقل و فى كل مله.
و الا حدوثه واحده الاحاديث.
ثم نبه على كثره علومه ليوخذ منه و يتعلم: فقال (ها) اى انتبهوا لما اقول لكم، ان ههنا لعلما جما: اى ان فى صدرى علما كثيرا استدلاليا و ما يجرى مجراه.
و لقنت الكلام: فهمته، و اللقن: الرجل الفهم يقال: غلام لقن اى سريع الفهم.
و مستظهرا: اى مستعينا.
و روى او متقلدا لحمله الحق لا بصيره له فى احنانه و الاحناء: الجوانب، الواحد حنو، و قولهم ارجو احناء طيرك اى نواحيه يمينا و شمالا و اماما و خلفا و يراد بالطير الخفه و الطيش، و حنو كل شى ء: اعوجاجه، كاحناء السرج و القتب.
و قوله لا بصيره له فى احنائه اى لا علم له بفحواه و بما فى ضمنه و وسطه و الهنوم: المولع بالشى ء، يقال: نهم بكذا.
و السلس: السهل.
و المغرم: الحريص.
و روى اقرب شى ء شبها بهما الانعام و هى الابل و البقر و الغنم.
و السائمه: التى ترعى، يقال: سامت الماشيه اى رعت فهى سائمه.
و لما ذكر كثره علومه شكا رعيته انه لا يخلون من وجوه غير حسنه: اما ان يتعلم بعضهم للدنيا، و اما ان يكتفى بعضهم بالتقليد، و اما ان يكون منقاد الشهوات نفسه مشغولا باللذات لا ينظر الى العلم، او يكون حريصا بجمع المال و غيره فلا يتفرغ للتعلم.
ثم قال: اذا كان الناس على هذا يذهب العلم بينهم و يموت حتى لا يرى له اثر عندهم.
ثم استثنى و قال اللهم بلى يستثنى باللهم فى وسط الكلام يستثنون بان شاء الله فى آخر الكلام، ذكر عليه السلام: انه لا يخلو الزمان عن عالم مثله معصوم يعلم جميع ما يحتاج اليه الامامه من العلوم الدينيه، اما ان يكون ظاهرا بين الخلايق لكونه آمنا و لكثره اوليائه، و اما ان يكون غائبا مستورا لكونه خائفا على نفسه بسبب كثره اعدائه و قله اوليائه.
لئلا تبطل حجج الله.
اى بيناته، اشاره الى قوله تعالى لئلا تكون للناس على الله حجه بعد الرسل.
ثم قال و كم ذا اشاره الى تطاول الخوف على اولاده عليهم السلام الذين هم حجج الله و كون آخرهم مغمورا: اى مستورا يعلوه الخوف، يقال: غمره الماء الى علاه.
و اولئك الاقلون عددا: اشاره الى ان فى آخر الزمان لا يكون فى كل وقت و زمان الا واحد منهم، و اين اولئك استبعاد لازمنتهم و انهم فى اكثر الاحوال مظلومون مستورون مشردون.
و اولئك الاقلون عددا، مثل قوله تعالى ثله من الاولين و قليل من الاخرين فالاوصياء و الانبياء فى الزمن الاول كانوا فى عهد واحد جماعه كثيره، و فى آخر الزمان منذ عهد رسول الله صلى الله عليه و آله الى قيام الساعه لا يكون فى كل حين الاوصى.
و هجم بهم العلم على حقيقه البصيره: اى دخل بهم بغته، و هجم يتعدى و لا يتعدى.
و استوعره: اى وجده وعرا، اى صعبا.
و المترف: المتنعم.
و آه كلمه توجع، اصله اوه.