و روى: و لم يحل بين العبد فى قله ضعفه و قله حيلته، و بين ان يبلغ باعاده بين اطول الكلام اى و لم يحل الله بين العبد و بلوغه ما قدر له فى الذكر الحكيم اى فى اللوح المحفوظ الذى يذكر بالكتاب عليه كل ما يكون حكمه و صوابا و هو ذو ذكر محكم متقن فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه.
و المعنى تيقنوا ان القوى المتحال لا يراد عمره و رزقه على ما سماه الله تعالى فى اللوح المحفوظ، لقوته و احتياله، و لا ينقص الضعيف و العاجز مما سماه الله فيه منهما لضعفه و عجزه، و من عرف ذلك و عمل به، فقد استراح قلبه و بدنه و انتفع بما يخصه، و من ترك معرفه ذلك او شك فيه، فهو مشغول القلب و البدن مستضر.
و لا تنافى بينه و بين ما روى عنهم عليهم السلام: من ان العبد يزاد فى عمره و رزقه اذا الح فى الدعاء و زاد فى الطاعات و اجتنبت عن المعاصى، لانه يتغير الطافه و مصالحه بذلك.
الا ترى انه تعالى امرنا بان نقول: اللهم امدد لنا فى اعمارنا و اوسع علينا فى ارزاقنا.
و اذا ارتكب العبد الفواحش و غير طريقه الحسنه ينقص الله رزقه و عمره وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم و الله تعالى علام الغيوب.
فكتب فى اللوح اشياء مشروطه و اشياء مطلقه ، فما كان على الاطلاق، فهو حتم لا يغير و لا يبدل، و ما كان مشروطا نحو ان يكون مثبتا فى اللوح: ان فلانا ان وصل رحمه مثلا، يعيش ثلاثين سنه، و ان قطع رحمه، فثلات سنين، و انما يكون ذلك بحسب حصول الشرط.
و قد قال الله تعالى يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب.
ثم حذر الاغنياء بان قال: كم غنى يوخذ على الغره لغناه، و طيب قلوب الفقراء بان الابتلاء ربما يكون من اعظم النعماء لهم.
و قوله مصنع له من قولك صنع الله معروفا.
و روى: فزد ايها المستمتع اى ايها المستنفع و المستمع المصغى.
ثم خاطب الجماعه بعد ان خصص واحدا منهم فقال: و لا تجعلوا علمكم جهلا اى اذا علمتم شيئا، فلا ينبغى ان لا يكون له اثر فى دفعكم عما لا يعنيكم، فتكونوا قد جعلتم العلم بمنزله الجهل بان لا يكون لكم لطف فى علمكم
و روى: الطمع مورد بفتح الميم.
و شرق بالماء غص به.
و تنافس فى كذا رغب فيه و الرزيه: المصيبه.