و قوله فعلوا الخير و لا تحقروا منه شيئا قيل: هذا الخير يراد به الاحسان الى الضعفاء و الانعام عليهم بدلاله ما بعده من التعليل و النهى.
و معنى القرينه الثانيه اى لا يقل احدكم ايها الشيعه ان غيره اولى و احق بان يفعل الخير منه، فيكون كذلك، لانه اذا تفادى عن فعل الخير و تحاماه و لم يتفاد غيره عن فعل الخير، كان هذا الذى هو غيره اولى بفعل الخير منه.
و قد قال الصادق عليه السلام: ليس من شيعتنا من فى جيرانه من هو اعبد منه، و لان يكو نالمراد بالخير العموم اولى.
و قوله ان للخير و الشر اهلا يعنى ان من عباد الله من يحب فعل الخير و منهم من يحب فعل الشر، فلما كان الغالب على واحد منهما بسوء اختياره هذا و بحسن اختيار الاخر ذلك سمى كلاهما (اهلا) لذلك.
ثم قال: فمهما تركتموه، و هذا الضمير هنا اقيم مقام المظهر، فتقديره: فمنى تركتم واحدا منهما.
و روى: فما تركتموه منهما كفاكموه اهله، اى فالذى تركتموه من الخير و الشر يفعله من جعل نفسه اهلا لذلك.
يعنى: لا تكن كسلان عن فعل الخير و الاحسان اذا وجدت مستحقا، فانك ان لم تحسن اليه يغنيه الله بفضله، او يقيض ممن يحب فعل الخيرات خيرات من يكفيه مونته، و تندم انت بعد ذلك، و ان رايت من يستاهل الاسائه اليه فتغافل عنه فان غيرك يكفيك ذلك و يسى ء اليه و انت برئى من كل كراهه فقد ذاق هو جزاء افعاله القبيحه او عاقبه الله عاجلا و آجلا.
و روى احسن الله ما بينه و بين الناس و هذا احسن.
و كذلك يروى: و كل يوم لا يعصى الله فيه فهو لنا يوم عيد.
و ان اخسر الناس صفقه، هذا مستعار من صفقه البايع و المشترى، و هو ضرب احدهما يده على يد الاخر عند البيع.
و اخلق بدنه اى جعله خلقا، و هذا ايضا استعاره، و اخلق يتعدى و لا يتعدى.