(بيانه): انما عاب عليه السلام الاشعث (بن قيس) بامرين: احدهما عيب على الحقيقه عند كل محقق و هو النفاق و الكفر (و الثانى عيب عند اصحاب الدنيا، كما قال تعالى (و لاتطع كل حلاف) الى قوله (زنيم) و الزنيم و لد الزنا و ليس ذلك ذنبا منه و لا عيبا عليه من حيث الحقيقه).
و اما الحياكه فليست بنقيصه لاهل الاسلام، و ان كانت هذه الحرفه فى الاراذل و السفل فى الاكثر، و ذلك عيب عند اهل الدنيا و اهل الشرف.
فكانه قال: انت عندى معيب من حيث نفاقك، و ابوك معيب من حيث كان كافرا، و انت عند نفسك و عند كل من يفتخر بشرف الدنيا معيب ايضا، لانك حائك ابن حائك.
و فيك عيبان آخران اسرت مرتين و لم يكن لك فديه من مالك و لادافع من العشيره، و غدرت بقومك بدلالتك الخصم عليهم.
و الحسب الشرف، و هو ما يحتسب به، و يكون الحسب العرض ايضا.
و المقت: البغض.
ثم بالغ فى خطبه بعظ الناس فيها بان قال: لو عاينتم و رايتم مجاهره ما راى الموتى منكم لوهلتم- اى لفزعتم و صرتم سامعين مطيعين اختيارا، و لاعذر لكم فقد بصرالله كل واحد منكم بالعبر و هداكم الى وجوب طاعتى، و انا مبلغ اليكم ما هو مستور عنكم من احوال القيامه و غيرها.
و قوله (الا البشر) اراد به نفسه و قريب ما يطرح الحجاب فاصله زائده.