ثم ذكر اصحاب الجمل فقال: ان الشيطان قد ذمر- اى حرض- اصحابه ليعود الظلم الى قطانه، اى اصله.
و روى ليعود الى اوطانه، اى ليعود الشيطان الى مستقره و يرجع هو الباطل الى نصابه و اصله، فاذا روى (ليعود الجور) فى الخطبه يكون (قوله) الباطل مرفوعا و يكون يرجع او يعود لازما.
و على الاول (يرجع) او (يعود) يكون متعديا.
ثم حلف بانهم ما انصفونى و النصف النصفه، و ان دم عثمان هم سفكوه فلا بيعه على منهم.
و قيل: ان هذه الخطبه فى حق معاويه.
و هذا اظهر، فانه كان يقول: و نبعث الى على (من يقول له) انك خذلته.
و كان عثمان استعان بمعاويه وقت حصاره فما اجابه (و لانهض من الشام الى المدينه لمعاونته) فعرض عليه من فحوى الخطبه الى هذا.
و قوله يرتضعون اما قد فطمت كنايه و استعاره، اى يسعون فيما لا خيرلهم فيه و لا طائل تحته.
ثم قال ياخبيه الداعى تقديره يا هولاء، فحذف المنادى، خاب هذا الداعى خيبه و هو معاويه، دعا عليا عليه السلام الى المحاربه بدلاله قومه.
و من العجب ببعثهم الى ان ابرز و ان صبر.
و روى كلاهما على هذا الوجه ايضا على لفظ الخبر، و السماع على لفظ الامر.
ثم استانف فقال من دعا تحقر شوبته.
ثم ذكروا لى ما اجبت، اى الى اى شى ء اجبت هذا الداعى، فيكون اجبت فعلا ماضيا ما لم يسم فاعله.
و روى و الامر اجبت برفع التاء على ان يكون اجبت للمتكلم، اى والى اهون امر اجبته.
و قوله (هبلته) اى ثكلته، و الهبول من النساء: الثكول، اى ثكلته امه لقد كنت غير جبان فى الحروب قبل هذا لعلمى بان نفسى نفسى و لم تكن لى شبهه فى صحه دين الله.