(بيانه): ذم عليه السلام اصحابه الذين كانوا يتاخرون عن الجهاد بسبب عصيانهم اياه، اذ لم يجيبوا دعوته، فقال: انتم تقولون فى بيوتكم (نحارب الاعداء)، و يكون كلامكم فى ذلك فى القوه و الشده بحيث يوهى و يضعف الحجاره الصم الشديده و الجبال الصلبه، و لكن افعالكم فى الضعف تطمع عدوكم فى الغلبه عليكم.
ابوعبيده يقال (كان من الامر كيت و كيت) بالفتح و الكسر.
و هذه التاء كانت فى الاصل هاء فصارت فى الوصل تاء، اى تتهددون فى المجالس فاذا كان قتال تكرهونه و تقولون انها الحرب.
حيدى حيدى: اى جانبى منا، و حايده محايده اى جانبه، و حيدى حياد مثل فيحى فياح، و حياد و فياح كلاهما اسم للغاره.
(و فيحى) اى اتسعى، و هذا من كلام الجاهليه كانوا يتكلمون به، اى اعرضى عنا ايتها الحرب.
و قيل: حياد اسم الامر، فكانه امر مرتين بلفظتين مختلفتين، كقوله (ارجعوا ورائكم) و المعنى ارجعوا ارجعوا.
او يكون حياد اسما للحرب على وزن قطام، اى يا حياد حيدى.
و رفع (اعاليل) على انه خبر مبتدا محذوف، اى اعتلالاتكم فى مدافعه الحرب علل باطله.
و (اعاليل) جمع اعلال.
يقال: اعل اذا جاء بعله، و صار صاحب عله: اى تعللون اذا امرتكم (بامر)، يعنى تعللون بضلال.
(و الاضاليل) جمع اضلال.
و قيل اعاليل جمع جمع العله، و كذا الاضاليل.
(و دفاع) نصب على المصدر، اى تدافعوننى (مدافعه.
و المديون: صاحب الدين من الذى قد ماطله، و المصدر مضاف الى المفعول و الفاعل محذوف).
و قوله (و من رمى منكم فقد رمى بافوق ناصل).
(اى من بعث بكم الى عدو و لايكسر العدوبكم فانكم)- اى فان كل واحد منكم- بمنزله السهم الافوق الناصل، فالا فوق سهم مكسور فوقه، و الناصل سهم خرج نصله.
و يقال (رجع فلان بافوق ناصل) اى بحظ غير تام، و نحوه (عاد بخفى حنين).
و (ما طبكم) اى ما عادتكم.
و روى (القوم رجال امثالكم اقوالا بغير علم) فهذا اصح، و يكون جميع ذلك جمله واحده.
و معنى امثالكم اقوالا، اى يشبهونكم اقوالا، و اذا روى (اقوالا) فالكلام يكون جملتين .
(و طمعا فى غير حق) اى فى التكاذيب و فيما لا يجوز.