(بيانه): (ابتدا فى اول الخطبه بنوع من الموعظه و ختمها بمثل ذلك، و ذكر اصناف الخلق فقال: اربعه منهم على الضلاله و واحد ناج كما فصله.
والعنود: الذى يعدل عن طريق الحق، يقال: عند عن الطريق يعند عنودا اى عدل.
والدهر و الزمن كلاهما عباره عن وقت مخصوص، فلايجوز ان يوصف بصفات العقلاء.
فالمعنى نحن فى دهر عنود اهله.
و روى (وزمن كنود)، و هو الذى لاخير فيه.
و العتو: العصيان.
و القارعه: الداهيه التى تقرع.
و المهانه: الحقاره.
و النضيض: المال القليل، و الناض: المال الحاصل، مشتق منه.
و (الوفر) مصدر سمى به المال الكثير، و نضيض ماله: اى قليل ماله.
فالصنف الاول هو الذى فى نفسه مفسد، و يمنعه من ذلك ضعف بدنه و ماله القيل الذى يرجو ان يصير كثيرا، فهو يخاف عليه ان افسد و اظهر ما فى قليه.
و الصنف الثانى هو الذى سل سيف العدوان و اعلن سره، و روى (بشره) ايضا، و اجلب بجيشه، اى جمع فرسانه و رجالته.
و اشرط نفسه لامر كذا: اى جعل لها علامه يعرف بها فيه، و منه الشرط لانهم اعلموا انفسهم بعلامه، و الواحده شرطه.
و اوبق: اهلك.
و الحطام: مال الدنيا.
و انتهز: اختلس.
و المقنب: الجماعه من الخيل ما بين الثلاثين الى الاربعين.
و يفرعه: ا ى يعلوه.
و طامن: خفض.
و شمر: اى قصر.
و زخرف: اى زين و موه و زور، و اصل الزخرف الذهب، ثم شبه به ما ذكرناه.
و الفرق بين الصنف الاول و الرابع: ان الاول قليل من المال و الرابع لا شى ء له .
و الضوله: النحافه و الهزال.
فقصرته الحال: اى حبسته حاله السيئه على حاله، اى على ضعفه.
و تحلى: اى اتخذ القناعه حليه، و ليس منها فى شى ء.
و فى مراح و معنى و معدى كنايه عنه، اى لايكون فى وقت الرواح و لا فى وقت الغداه له اثر الزهد ابدا، كقوله تعالى (و لهم رزقهم فيها بكره و عشيا) اى دائما.
و قيل لا فى وقت المشيب و لا فى اوان الشباب.
و المغدى و المراح كنايه عن حالتى الصبى و الشيب.
و غض ابصارهم: اى خفظها و كفها.
و بين شريد: اى طريد نافر ناد متفرق.
و خائف مقموع: اى مقهور، يقال قمعته و اقمعته اى اذللته و قهرته فانقمع.
والمكعوم: الذى حبس فوه عن الكلام، يقال كعمت البعير اذا سددت فمه، الكعام ما يشد فى فم البعير.
و الضامزه بالزاى: الساكته.
و القرظ: نبت يدبغ به الادم.
و الحثاله: ما يسقط منه.
و سبب نسبه بعض الناس هذه الخطبه و امثالها من كلامه عليه السلام الى معاويه انه كان يبعث بعض اصحابه الشاميين الى الكوفه ليحفظ خطبه يخطبها على عليه السلا م يوم الجمعه و يكتبها، فاذا كان فى الجمعه الثانيه او فيما بعدها خطب بها معاويه، فالالتباس من هاهنا.
و قد روى الرواه ذلك على هذا الوجه، و قد اخذ ذلك الرجل الدسيس، فاقر بذلك فى مسجد الكوفه.