و قوله (فتداكوا على) اى وردا و دخلوا على يدق بعضهم بعضا، مثل تداك الابل العطاش يوم ورودها و دخولها الماء مرسله مخلوعه حبالها.
والتداوك التفاعل من الدك، و هو الدق، و كان الكاف مبدله من القاف تخصيصا.
و (المثانى) جمع مثناه، و هى الحبل المثنى يجعل فى طرف الزمام.
و قوله (قلبت هذا الامر بطنه و ظهره) اى فكرت فيه سرا و جهرا و ليلا و نهارا حتى ارقت بسبب ذلك و ذهب منى النوم.
و كان عليه السلام لا ياذن لاصحابه فى قنال اهل الشام لعلهم يهتدون و يندمون فظن منافقو اصحابه ان دفعه اياهم عن مسارعه المقاتله كراهيه للموت اوشكا فى اهل الشام، يعنى انهم يقولون انى شاك فى اهل الشام هل يستوجبون القتل و القتال ام لا، و ليس الامر على مازعموا.
ثم حلف انه ما دفعهم عن ذلك الا للطمع فى لحاق جماعه منهم بنا نهارا او قصدهم الينا ليلا.
و الى هذا اشار بقوله (تعشو الى ضوئى)، يقال عشوته اى قصدته ليلا.
هذا هو الاصل ثم صار كل قاصد عاشيا.
و عشوت الى النار اعشواليها: اذا استدللت عليها ببصر ضعيف، قال الحيئه: متى تاته تعشو الى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد و باء باثمه: اى رجع.