من مجموع ما سبق يمكن استخلاص هذه النتيجة
1 ـ لا دليل ، في نظر الفقه الإسلامي ـ شيعيّاً وسنيّاً ـ على لزوم إصابة الحصى الأعمدة ، بل إنّ إجزاء رمي الأعمدة فيما لو لم تقع الحصيات في الدائرة التي تحفّ بالأعمدة ، محلّ تأمّل (فلاحِظْ) . والمسلّم إجزاء رمي الحصى في الدائرة المحيطة بالأعمدة .
2 ـ بناءً على ما تقدّم لا ينبغي للحجّاج المحترمين أن يشقّوا على أنفسهم متلقّين مخاطر شتّى في رمي الأعمدة ، بل يمكن بسهولة ويُسر رمي الحصيات السبع الصغار في الدائرة المحيطة بالعمود ، ثمّ يغادرون المكان على الفور فاسحين المجال أمام الآخرين .
3 ـ إذا أصابت الحصاة العمود ووقعت عند أسفله أجزأ ، لكن لا لزوم لتحمّل هذه المشقّة .
4 ـ متى كان الرمي من الطابق الأعلى وقُذفت الحصاة في الحوض الصغير الموجود في الطابق الأعلى أجزأ ; لأنّ هذه الأحواض الصغيرة العُليا قد بُنيت بشكل قمعٍ تنزل منه الحصيات إلى الأحواض السُّفلى .
5 ـ جدير بالباحثين الإسلاميّين أن يدرسوا هذه المسألة . ومتى اتّفق علماء الشيعة الأعلام وكبار أهل السنّة على هذه المسألة بعد البحث ، فإنّه ستُحلّ إن شاء الله إحدى مشكلات الحجّ الكبيرة التي تسبّب ازدحاماً متزايداً ، وتؤدّي في أحيانٍ كثيرة إلى هلاك أو جرح عدد كبير من الحجّاج الأعزّاء ، وفي الوقت نفسه سيكون عملهم هذا موافقاً لأعمال رسول الله وأئمّة الهدى(عليهم السلام) .