و عن ابن مسعود. إن العبد ليغيب عن المنكرو يكون عليه مثل وزر صاحبه.
قيل و كيف ذلك قال يبلغه فيرضى به. و فيالخبر[1] «لو أن عبدا قتل بالمشرق و رضيبقتله آخر بالمغرب كان شريكا في قتله». وقد أمر الله تعالى بالحسد و المنافسة فيالخيرات و توقى الشرور، فقال تعالى (وَ فيذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ)و قال النبي صلّى الله عليه وسلّم[2] «لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهويبثها في الناس و يعلمها و رجل آتاه اللهمالا فسلطه على هلكته في الحق» و في لفظآخر «و رجل آتاه الله القرءان فهو يقوم بهآنا الليل و النهار فيقول الرجل لو آتانيالله مثل ما آتى هذا لفعلت مثل ما يفعل» وأما بعض الكفار و الفجار و الإنكار عليهم ومقتهم، فما ورد فيه من شواهد القرءان والأخبار لا يحصى، مثل قوله تعالى (لايَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَأَوْلِياءَ من دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) وقال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) و قال تعالى (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَبَعْضاً) و في الخبر[3] «إن الله تعالى أخذالميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن» و قال عليهالسلام[4] «المرء مع من أحب» و قال[5]«منأحب قوما و والاهم حشر معهم يوم القيامة»
[1] حديث لو أن رجلا قتل بالمشرق و رضىبقتله آخر في المغرب كان شريكا في قتله: لمأجد له أصلا بهذا اللفظ و لابن عدى من حديثأبي هريرة من حضر معصية فكرهها فكأنما غابعنها و من غاب عنها فأحبها فكأنما حضرها وتقدم في كتاب الأمر بالمعروف [2] حديث لا حسد إلا في اثنتين- الحديث:البخاري من حديث أبي هريرة و مسلم من حديثابن مسعود و قد تقدم في العلم [3] حديث ان الله أخذ الميثاق على كل مؤمنأن يبغض كل منافق- الحديث: لم أجد له أصلا [4] حديث المرء مع من أحب: تقدم [5] حديث من أحب قوما و والاهم حشر معهم:الطبراني من حديث أبي قرصافة و ابن عدى منحديث جابر من أحب قوما على أعمالهم حشر فيزمرتهم زاد ابن عدى يوم القيامة و في طريقهإسماعيل ابن يحيي التيمي ضعيف