تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 364
نمايش فراداده

«404»

فكان بعد إذا أرادها أحد بمكروه رمى بداءفي جسده، و لما علموا بذلك تناهوا عنه.

و قال السهيليّ: أوّل من كسا البيت المسوحو الخصف و الأنطاع تبّع الحميريّ. و يروىأنه لما كساها انتقض البيت فزال ذلك عنه، وفعل ذلك حين كساه الخصف فلما كساه الملاء والوصائل قبله و سكن. و ممن ذكر هذا الخبرقاسم بن ثابت في كتاب الدلائل. و قال ابنإسحاق: أوّل من كسا البيت الديباج الحجاج.و قال الزبير بن بكار بل عبد الله بنالزبير أوّل من كساها ذلك. و ذكر جماعةمنهم الدار الدّارقطنيّ: أنّ نتيلة بنتجناب أم العبّاس بن عبد المطلب كانت أضلتالعبّاس صغيرا فنذرت إن وجدته أن تكسوالكعبة، و كانت من بيت مملكة، فوفت بنذرها.

هذه أخبار قريش و ملكهم بمكّة، و كانتثقيف جيرانهم بالطائف يساجلونهم في مذاهبالعروبية و ينازعونهم في الشرف، و كانوامن أوفر قبائل هوازن، لأنّ ثقيفا هو قسيّبن منبّه بن بكر بن هوازن، و كانت الطائفقبلهم لعدوان الذين كان فيهم حكيم العربعامر بن الظرب بن عمرو بن عبّاد بن يشكر بنبكر بن عدوان و كثر عددهم حتى قاربوا سبعينألفا، ثم بغى بعضهم على بعض فهلكوا و قلعددهم، و كان قسي بن منبّه صهرا لعامر بنالظرب، و كان بنوه بينهم فلما قل عدد عدواننغلّب عليهم ثقيف و أخرجوهم من الطائف وملكوه إلى أن صبحهم الإسلام به. على مانذكره و الله وارث الأرض و من عليها و هوخير الوارثين و البقاء للَّه وحده و صلىالله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم.

أمر النبوّة و الهجرة في هذه الطبقةالثالثة و ما كان من اجتماع العرب علىالإسلام بعد الاباية و الحرب‏

لما استقر أمر قريش بمكة على ما استقر، وافترقت قبائل مضر في أدنى مدن الشام والعراق و ما دونهما من الحجاز فكانواظعونا و احياء، و كان جميعهم بمسغبة و فيجهد من العيش بحرب بلادهم و حرب فارس والروم على تلول العراق و الشام، وأربابهما ينزلون حاميتهم بثغورها، ويجهزّون كتائبهم بتخومها، و يولّون علىالعرب من رجالاتهم و بيوت العصائب منهم منيسومهم القهر، و يحملهم على الانقياد حتىيؤتوا جباية السلطان الأعظم و إتاوة ملكالعرب، و يؤدّوا ما عليهم من الدماء