تاریخ ابن خلدون جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 2

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«403»

حتى يمنعوه لينحرنّ أحدهم قربانا للَّهعند الكعبة، فلما كملوا عشرة ضرب عليهمالقداح عند هبل الصنم العظيم الّذي كان فيجوف الكعبة على البئر التي كانوا ينحرونفيها هدايا الكعبة، فخرجت القداح على ابنهعبد الله والد النبيّ صلّى الله عليهوسلّم، و تحيّر في شأنه، و منعه قومه منذلك، و أشار بعضهم و هو المغيرة بن عبدالله بن مخزوم بسؤال العرّافة التي كانتلهم بالمدينة على ذلك، فألفوها بخيبر وسألوها.

فقالت: قرّبوه و عشرا من الإبل و أجيلواالقداح فإن خرجت على الإبل فذلك و إلّافزيدوا في الإبل حتى تخرج عليها القداح وانحروها حينئذ فهي الفدية عنه و قد رضيإلهكم. ففعلوا و بلغت الإبل مائة فنحرهاعبد المطلب، و كانت من كرامات الله به.

و عليه قوله صلّى الله عليه وسلّم «أناابن الذبيحين» يعني عبد الله أباه وإسماعيل بن إبراهيم جدّه اللذين قرّباللذبح، ثم فديا بذبح الأنعام.

ثم إنّ عبد المطلب زوّج ابنه عبد اللهبآمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فدخلبها و حملت برسول الله صلّى الله عليهوسلّم، و بعثه عبد المطلب يمتار لهم تمرافمات هنالك، فلما أبطأ عليهم خبره بعث فيأثره. و قال الطبريّ: عن الواقدي:

الصحيح أنه أقبل من الشام في حي لقريش،فنزل بالمدينة و مرض بها و مات. ثم أقام عبدالمطلب في رياسة قريش بمكّة و الكون يصغيلملك العرب و العالم يتمخّض بفصال النبوة،إلى أن وضح نور الله من أفقهم، و سرى خبرالسماء إلى بيوتهم، و اختلفت الملائكة إلىأحيائهم، و خرجت الخلافة في أنصبائهم، وصارت العزّة لمضر و لسائر العرب بهم، وذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ من يَشاءُ 5:54. و عاش عبد المطلب مائة و أربعين سنة و هوالّذي احتفر زمزم.

قال السهيليّ: و لما حفر عبد المطلب زمزماستخرج منه تمثالي غزالين من ذهب و أسيافاكذلك، كان ساسان ملك الفرس أهداها إلىالكعبة، و قيل سابور. و دفنها الحرث بنمضاض في زمزم لما خرج بجرهم من مكّة،فاستخرجها عبد المطلب، و ضرب الغزالينحلية للكعبة فهو أوّل من ذهّب حلية الكعبةبها، و ضرب من تلك الأسياف باب حديد و جعلهللكعبة. و يقال: إنّ أوّل من كسى الكعبة واتخذ لها غلقا تبّع إلى أن جعل لها عبدالمطلب هذا الباب. ثم اتخذ عبد المطلب حوضالزمزم يسقي منه، و حسده قومه على ذلك وكانوا يخرّبونه بالليل، فلما غمّه ذلك رأىفي النوم قائلا يقول: «قل لا أحلها لمغتسلو هي لشارب حلّ و بلّ فإذا قلتها فقدكفيتهم»

/ 613