عدا على أحد من المسلمين أيام الردّة فإنهتتبعهم فأحرق و قمط (1) و رضخ بالحجارة و رمىمن رءوس الجبال، و لما فرغ من أمر بني عامرأوثق عيينة بن حصن و قرّة بن هبيرة و بعثبهما إلى أبي بكر فتجاوز لهما و حقّدماءهما.ثم اجتمعت قبائل غطفان إلى سلمى بنت مالكبن حذيفة من بدر بن ظفر في الحوأب فنزلواإليها و تذامروا، و كانت سلمى هذه قد سبيتقبل و أعتقتها عائشة و قال لها النبي صلّىالله عليه وسلّم يوما و قد دخل عليها و هيفي نسوة ببيت عائشة فقال:إنّ أحدا كن تستنبح كلاب الحوأب، و فعلتذلك و اجتمع إليها الفلال من غطفان و هوازنو سليم و طيِّئ و أسد، و بلغ ذلك خالدا و هويتبع الثأر و يأخذ الصدقات، فسار إليهم وقاتلهم و سلمى واقفة على جملها حتى عقر وقتلت و قتل حول هودجها مائة رجل، فانهزمواو بعث خالد بالفتح على أثره بعده بعشرينليلة.و أما بنو سليم فكان الفجاءة بن عبد ياليلقدم على أبي بكر يستعينه مدعيا إسلامه ويضمن له قتال أهل الردّة فأعطاه و أمره، وخرج إلى الجون و ارتد و بعث نجية بن أبيالمثنى و من بني الشريد، و أمره بشن الغارةعلى المسلمين في سليم و هوازن. فبعث أبوبكر إلى طريفة بن حاجز قائده على جرهم وأعانه بعبد الله بن قيس الحاسبي فنهضاإليه و لقياه، فقتل نجية و هرب الفجاءةفلحقه طريفة فأسره و جاء به إلى أبي بكرفأوقد له في مصلى المدينة حطبا ثم رمى بهفي النار مقموطا، و فاءت بنو سليم كلهموفاء معهم أبو شجرة بن عبد العزى بأوالخنساء و كان فيمن ارتد.
خبر بني تميم و سجاح
قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعماله في بني تميم الزبرقان بن بدر علىالرباب و عوف و الأبناء و قيس بن عاصم علىالمقاعس و البطون و صفوان بن صفوان و سبرةبن عمرو على بني عمرو و وكيع بن مالك علىبني مالك و مالك بن نويرة على حنظلة (2)،فجاء صفوان إلى أبي بكر حين بلغته الوفاةبصدقات بني عمرو، و جاء الزبرقان بصدقاتأصحابه، و خالفه قيس بن عاصم في المقاعس والبطون لأنه كان ينتظره، و بقي من أسلممنهم متشاغلا بمن تربص أو ارتاب. و بينماهم على ذلك فجئتهم(1) و في نسخة ثانية: و قحط.(2) و في نسخة ثانية: على بني حنظلة.