سجاح (1) بنت الحارث بن سويد من بني عقفانأحد بطون تغلب و كانت تنبأت بعد الوفاة، واتبعها الهذيل بن عمران في بني تغلب و عقبةبن هلال في النمر و السليل بن قيس في شيبانو زياد بن بلال و كان الهذيل نصرانيا فتركدينه إلى دينها، و أقبلت من الجزيرة في هذهالمجموع قاصدة المدينة لتغزو أبا بكر والمسلمين، و انتهت إلى الجرف (2) فدهم بنيتميم أمر عظيم لما كانوا عليه من اختلافالكلمة، فوادعها مالك بن نويرة و ثناها عنالغزو و حرّضها (3) على بني تميم ففرّواأمامها، و رجع إليها وكيع بن مالك و اجتمعتالرباب و ضبة فهزموا أصحاب سجاح و أسروامنهم، ثم اصطلحوا.و سارت سجاح فيمن معها تريد المدينة فبلغتالنباج فاعترضهم بنو الهجيم (4) فيمن تأشب(5) إليهم من بني عمرو و أغاروا عليهم فأسرالهذيل و عقبة، ثم تحاجزوا على أن تطلقأسراهم و يرجعوا و لا يجتازوا عليهم، و رجععن سجاح مالك بن نويرة و وكيع بن مالك إلىقومهم و يئست سجاح و أصحابها من الجوازعليهم، و نهدت إلى بني حنيفة و سار معها منتميم الزبرقان بن بدر (6) و عطارد بن حاجب وعمرو بن الأهتم و غيلان بن حريث (7) و شبث بنربعي و نظراؤهم، و صانعها مسيلمة بما كانفيه من مزاحمة ثمامة بن أثال له فياليمامة. و زحف شرحبيل بن حسنة و المسلمونإليه فاهدى لها و استأمنها و كانت نصرانيةأخذت الدين من نصارى تغلب، فقال لهامسيلمة:
نصف الأرض لنا و نصف الأرض لقريش لكنهم لميعدلوا فقد جعلت نصفهم لك.
و يقال إنها جاءت إليه و استأمنته و خرجإليها من الحصن إلى قبة ضربت لها بعد أنجمرها (8) فدخل إليها و تحرّك الحرس حواليالقبة فسجع لها و سجعت له من أسجاع الفرية،فشهدت له بالنّبوّة و خطبها لنفسه فتزوجتهو أقامت عنده ثلاثا و رجعت إلى(1) و في النسخة الباريسية: شجاح.(2) و في نسخة ثانية: الحرث.(3) و في النسخة الباريسية: فحملها على بنيتميم.(4) و في نسخة ثانية: النجيم.(5) تأشب القوم: اختلطوا (قاموس).(6) و في النسخة الباريسية: بن زيد.(7) و في النسخة الباريسية: بن حرسه.(8) اي نجرّها و طيّبها و في النسخةالباريسية خمرها.