حصار الطائف و غزوة تبوك
ثم أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّمبالسبايا و الأموال فحبست بالجعرانة بنظرمسعود ابن عمرو الغفاريّ، و سار من فورهإلى الطائف فحاصر بها ثقيف خمس عشرة ليلة،و قاتلوا من وراء الحصون، و أسلم من كانحولهم من الناس و جاءت وفودهم إليه.و قد كان مرّ في طريقه بحصن مالك بن عوفالنصري (2) فأمر بهدمه، و نزل على أطم لبعضثقيف فتمنع فيه صاحبه فأمر بهدمه فأخرب وتحصنت ثقيف. و قد كان عروة بن مسعود و غيلانبن سلمة من ساداتهم ذهبا إلى جرش يتعلمانصنعة المجانيق و الدبابات للحصار لمّاأحسوا من قصد رسول الله صلّى الله عليهوسلّم إياهم فلم يشهدا الحصار و لا حنيناقبله، و حاصرهم المسلمون بضع عشرة أو بضعاو عشرين ليلة و استشهد بعضهم بالنبل ورماهم صلّى الله عليه وسلّم بالمنجنيق، ودخل نفر من المسلمين تحت دبابة و دنوا إلىسور الطائف فصبوا عليهم سكك الحديدالمحماة و رموهم بالنبل فأصابوا منهمقوما، و أمر رسول الله صلّى الله عليهوسلّم بقطع أعنابهم (3)، و رغب إليه ابنالأسود بن مسعود في ماله و كان بعيدا منالطائف و كفّ عنه، ثم دخل إلى الطائف وتركهم و نزل أبو بكرة فأسلم.و استشهد من المسلمين في حصاره: سعيد بنسعيد بن العاص، و عبد الله بن أبي أميّة بنالمغيرة أخو أمّ سلمة، و عبد الله بن عامربن ربيعة العنزي حليف بني عدي في آخرينقريبا من اثني عشر فيهم أربعة من الأنصار.ثم انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّممن الجعرانة و أتاه هناك وفد هوازن مسلمينراغبين، فخيّرهم بين العيال و الأبناء والأموال فاختاروا العيال و الأبناء، وكلموا المسلمين في ذلك بأمر رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم فقال صلّى الله عليهوسلّم ما كان لي و لبني عبد المطلب فهولكم، و قال المهاجرون و الأنصار ما كان لنافهو لرسول الله(1) و في النسخة الباريسية: أيمن بن عبيدأخو سلمة لأمه.(2) النصري بالصاد المهملة، كذا في فضائلرمضان للأجهوري، قال و أسلم بعد ذلك أ ه.(قاله نصر).(3) و في نسخة اخرى: أعناقهم.