فتح دمشق
و اقتحموها عنوة و ذلك في ذي القعدة و لحقترافضة الروم بدمشق و عليها ماهان منالبطارقة فحاصرهم المسلمون حتى فتحوادمشق، و أظهر أبو عبيدة إمارته و عزل خالد.و قال سببه أنّ أبا بكر كان يسخط خالد بنسعيد و الوليد بن عقبة من أجل فرارهما كمامرّ، فلمّا ولي عمر رضي الله عنه أباح لهمادخول المدينة ثم بعثهما مع الناس إلىالشام، و لما فرغ أمر اليرموك و ساروا إلىفحل و بلغ عمر خبر اليرموك فكتب فعزل خالدبن الوليد و عمرو بن العاص حتى يصير الحربإلى فلسطين فيتولاها عمرو، و أن خالدا قدمعلى عمر بعد العزل و ذلك بعد فتح دمشق وأنهم ساروا إلى فحل فاقتحموها، ثم سارواإلى دمشق و عليها نسطاس بن نسطورسفحاصروها سبعين ليلة و قيل ستة أشهر مننواحيها الأربع، خالد و أبو عبيدة و يزيد وعمرو كل واحد على ناحية. و قد جعلوا بينهم وبين هرقل مدينة حمص و من دونها ذو الكلاعفي جيش من المسلمين، و بعث هرقل المدد إلىدمشق و كان فيهم ذو الكلاع فسقّط في أيديهمو قدموا على دخول دمشق و طمع المسلمونفيهم، و استغفلهم خالد في بعض اللياليفتسور سورهم من ناحيته و قتل الوليد و فتحالباب و اقتحم البلد و كبّروا و قتلوا جميعمن لقوة. و فزع أهل النواحي إلى الأمراءالذين يلونهم فنادوا لهم بالصلح و الدخول،فدخلوا من نواحيهم صلحا فأجريت ناحية خالدعلى الصلح مثلهم.قال سيف: و بعثوا إلى عمر بالفتح فوصلكتابه بأن يصرف جند العراق إلى العراق،فخرجوا و عليهم هاشم بن عتبة و على مقدمتهالقعقاع. و خرج الأمراء إلى فحل و أقاميزيد بن أبي سفيان بدمشق، و كان الفتح فيرجب سنة أربع عشرة. و بعث(1) و في نسخة ثانية: واقعة الروم.