أمر الجمل
و لما جاء خبر مكة إلى عليّ قام في الناس وقال: ألا إنّ طلحة و الزبير و عائشة قدتمالئوا على نقض إمارتي و دعوا الناس إلىالإصلاح و سأصبر ما لم أخف على جماعتكم وأكفّ إن كفّوا و أقتصد نحوه، و ندب أهلالمدينة فتثاقلوا، و بعث كميلا النخعيّفجاءه بعبد الله بن عمر فقال: انهض معي،فقال: أنا من أهل المدينة افعل ما يفعلون،قال: فأعطني كفيلا بأنك لا تخرج (1)، قال: ولا هذه، فتركه و رجع الى المدينة، و خرجإلى مكة و قد أخبر ابنة علي أمّ كلثوم (2)بأنه سمع من أهل المدينة تثاقلهم و أنه علىطاعة عليّ و يخرج معتمرا. و جاء الخبر منالغداة إلى عليّ بأنه خرج إلى الشام فبعثفي أثره عل كل طريق، و ماج أهل المدينة، وركبت أمّ كلثوم إلى أبيها و هو في السوقيبعث الرجال و يظاهر في طلبه فحدّثتهفانصرف عن ذلك و وثق به فيما قاله، و رجعإلى أهل المدينة فخاطبهم (3) و حرّضهمفرجعوا الى اجابته، و أول من أجابه أبوالهيثم بن التيهان البدري و خزيمة بن ثابتو ليس بذي الشهادتين. و لما رأى زياد بنحنظلة تثاقل الناس عن عليّ انتدب إليه وقال: من تثاقل عنك فإنّا نخفي معك و نقاتلدونك.(1) و في النسخة الباريسية: بأنه لا يخرج.(2) و في نسخة اخرى: أخبر أخته أم كلثوم.(3) و في النسخة الباريسية: فخطبهم.