البطاح و مالك بن نويرة
لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة و راجع بنوتميم الإسلام أقام مالك بن نويرة متحيرافي أمره و اجتمع إليه من تميم بنو حنظلة واجتمعوا بالبطاح، فسار إليهم خالد بعد أنتقاعد عنه الأنصار يسألونه انتظار أبيبكر، فأبي إلا انتهاز الفرصة من هؤلاء،فرجعوا إلى اتباعه و لحقوا به. و كان مالكبن نويرة لما تردّد في أمره فرّق بني حنظلةفي أموالهم و نهاهم عن القتال و رجع إلىمنزله، و لما قدم خالد بعث السرايا يدعونإلى الإسلام و يأتون بمن لم يجب أن يقتلوه،فجاءوا بمالك بن نويرة في نفر معه من بنيثعلبة بن يربوع و اختلفت السريّة فيهم،فشهد أبو قتادة أنهم أذنوا و صلّوا فحبسهمعند ضرار بن الأزور و كانت ليلة ممطرةفنادى مناديه أن أدفئوا أسراكم و كانت فيلغة كنانة كناية (1) عن القتل فبادر ضراربقتلهم و كان كنانيا. و سمع خالد الواعيةفخرج متأسفا و قد فرغوا منهم، و أنكر عليهأبو قتادة فزجره خالد، فغضب و لحق بأبي بكرو يقال: إنهم لما جاءوا بهم إلى خالد خاطبهمالك بقوله: فعل صاحبكم شأن(1) و في نسخة أخرى: و كانت في لغته كناية.