يقصد خيبر ثم ينزل إلى سلمى و أجأ فيبدأبطيء. و كان عديّ بن حاتم قد خرج معه فيالجيش فقال له: أنا أجمع لك قبائل طيِّئيصحبونك إلى عدوّك. و سار إليهم فجاء بهم وبعث خالد عكاشة بن محصن و ثابت بن أقرم منالأنصار طليحة و لقيهما طليحة و أخوهفقتلاهما و مرّ بهما المسلمون فعظم عليهمقتلهما. ثم عبّى خالد كتائبه و ثابت بن قيسعلى الأنصار و عديّ بن حاتم على طيِّئ ولقي القوم فقاتلهم، و عيينة بن حصن معطليحة في سبعمائة من غطفان، و اشتدّالمجال بينهم و طليحة في عباءة يتكذب لهمفي انتظار الوحي، فجاء عيينة بعد ما ضجر منالقتال (1) و قال: هل جاءك أحد بعد؟ قال: لاثم راجعه ثانية ثم ثالثة فقال: جاء. و قالإنّ لك رحى كرحاه، و حديثا لا تنساه. فقالعيينة: يا بني فزارة الرجل كذاب، و انصرففانهزموا و قتل من قتل و أسلم الناس طليحةفوثب على فرسه و احتقب امرأته فنجا بها إلىالشام، و نزل في كلب (2) من قضاعة على النقعحتى أسلمت أسد و غطفان، فأسلم ثم خرجمعتمرا أيام عمر و لقيه بالمدينة فبايعه وبعثه في عساكر الشام، فأبلى في الفتح، و لميصب عيالات بني أسد في واقعة بزاخة شيءلأنهم كانوا أخرجوهم في الحصون عند واسط وأسلموا خشية على ذراريهم.
خبر هوازن و سليم و بني عامر
كان بنو عامر ينتظرون أمر طليحة و ما تصنعأسد و غطفان حتى أحيط بهم و كان قرة ابنهبيرة في كعب و علقمة بن علاثة (3) في كلاب وكان علقمة قد ارتد بعد فتح الطائف، و لماقبض النبي صلّى الله عليه وسلّم رجع إلىقومه، و بلغ أبا بكر خبره فبعث إليه سريةمع القعقاع ابن عمر و من بني تميم فأغارعليهم، فأفلت و جاء بأهله و ولده و قومهفأسلموا. و كان قرّة بن هبيرة قد لقي عمروبن العاصي منصرفه من عمان بعد الوفاة وأضافه و قال له: اتركوا الزكاة فانّ العربلا تدين لكم بالإتاوة، فغضب لها عمرو وأسمعه و أبلغها أبا بكر، فلما أوقع خالدببني أسد و غطفان و كانت هوازن و سليم وعامر ينتظرون أمرهم فجاءوا إلى خالد وأسلموا و قبل منهم الإسلام، إلا من(1) و في النسخة الباريسية: عند ما ظهرالقتال.(2) اي نزل عند بني كلب.(3) و في نسخة ثانية: بن علاقة.