أخبار الأسود و مسيلمة و طليحة:
كان النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد ماقضى حجة الوداع تحلّل به السير فاشتكى وطارت الأخبار، بذلك فوثب الأسود باليمنكما مرّ، و وثب مسيلمة باليمامة، ثم وثبطليحة بن خويلد في بني أسد، يدعي كلهمالنبوة.و حاربهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّمبالرسل و الكتب إلى عماله و من ثبت علىإسلامه من قومهم أن يجدّوا في جهادهم،فأصيب الأسود قبل وفاته بيوم و لم يشغله ماكان فيه من الوجع عن أمر الله و الذبّ عندينه، فبعث إلى المسلمين من العرب في كلناحية من نواحي هؤلاء الكذابين يأمرهمبجهادهم. و جاء كتاب مسيلمة إليه فأجابهكما مرّ و جاء، ابن أخي طليحة يطلبالموادعة فدعا صلّى الله عليه وسلّم حتىكان من حكم الله فيهم بعده ما كان.مرضه صلى الله و سلم عليه:
أوّل ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليهوسلّم من ذلك أنّ الله نعى إليه نفسه بقولهإذا جاء نصر الله و الفتح إلى آخر السورة،ثم بدأه الوجع لليلتين بقيتا من صفر وتمادى به وجعه و هو يدور على نسائه حتىاستقر به في بيت ميمونة، فاستأذن نساءه أنيمرّض في بيت عائشة فأذن له. و خرج علىالناس فخطبهم و تحلل منهم و صلى على شهداءأحد و استغفر لهم، ثم قال لهم: إنّ عبدا منعباد الله خيره الله بين الدنيا و بين ماعنده فاختار ما عنده. و فهمها أبو بكر(1) و في النسخة الباريسية: لخليق بها.(2) و في نسخة ثانية: الحرق.