وقعة مرج الروم و فتوح مدائن الشام بعدها
لما انهزم الروم بفحل سار أبو عبيدة وخالد إلى حمص و اجتمعوا بذي الكلاع فيطريقهم و بعث هرقل توذر البطريق للقائهمفنزلوا جميعا مرج الروم، و كان توذر بإزاءبخالد و شمس (1) بطريق آخر بإزاء أبي عبيدة وأمسوا متباريين (2). ثم أصبح فلم يجدوا توذرو سار إلى دمشق و اتبعه خالد، و استقبلهيزيد من دمشق فقاتله، و جاء خالد من خلفهفلم يفلت منهم إلا القليل و غنموا ما معهم.و قاتل شمس (3) أبو عبيدة بعد مسير خالدفانهزم الروم و قتلوا و اتبعهم أبو عبيدةإلى حمص و معه خالد، فبلغ ذلك هرقل فبعثبطريق حمص إليها و سار هو في الرهاء، فحاصرأبو عبيدة حمص حتى طلبوا الأمان فصالحهم،و كان هرقل يعدهم في حصارهم المدد، و أمرأهل الجزيرة بامدادهم فساروا لذلك. و بعثسعد بن أبي وقاص العساكر من العراقفحاصروا هبت و قرقيسيا فرجع أهل الجزيرةإلى بلادهم. و يئس أهل حمص من المددفصالحوا على صلح أهل دمشق، و أنزل أبوعبيدة فيها السمط بن الأسود في بني معاويةمن كندة الأشعث بن ميناس في السكون والمقداد في بلي و غيرهم، و ولى عليهم أبوعبيدة عبادة بن الصامت و صار إلى حماةفصالحوه على الجزية عن رءوسهم و الخراج عنأرضهم، ثم سار نحو شيزر فصالحوا كذلك، ثمإلى المعرة كذلك و يقال معرة النعمان و هوالنعمان بن بشير الأنصاري. ثم سار إلىاللاذقية ففتحها عنوة ثم سليمة أيضا، ثمأرسل أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى قنسرينفاعترضه ميناس عظيم الروم بعد هرقل فهزمهمخالد و أثخن فيهم، و نازل قنسرين حتىافتتحها عنوة و خربها. و أدرب إلى هرقل منناحيته، و أدرب عياض بن غنم لذلك، و أدربعمر بن مالك من الكوفة إلى قرقيسيا، و أدربعبد الله بن المعتمر من الموصل، فارتحلهرقل إلى القسطنطينية من أمدها، و أخذ أهلالحصون بين الإسكندرية (4) و طرسوس و شعبهاأن ينتفع المسلمون بعمارتها. و لما بلغ عمرصنيع خالد قال: «أمّر(1) و في نسخة ثانية: شمر.(2) و في نسخة ثانية: مستترين.(3) و في نسخة ثانية: ششس.(4) هي الاسكندرونة مع مقتضى السياق.