مع عكرمة بن أبي جهل و قد جاءه من ناحيةعمان و معه خلق كثير من مهرة و الأزد وناجية و عبد القيس و قوم من مالك بن كنانة وبني العنبر، و قدم أبين و أقام بها لاجتماعالنخع و حمير ثم سار مع المهاجر إلى كندة،و كتب زياد إلى المهاجر يستحثه فلقيهالكتاب بالمفازة بين مأرب و حضرموت،فاستخلف عكرمة على الناس و تعجل إلى زياد ونهدوا إلى كندة و عليهم الأشعث بن قيسفهزموهم و قتلوهم و فرّوا إلى النجير حصنلهم فتحصنوا فيه مع من استغووه من السكاسكو شذاذ السكون (1) و حضرموت و سدّوا عليهمالطريق إلا واحدة جاء عكرمة بعدهم فسدّهاو قطعوا عنهم المدد، و خرجوا مستميتين فيبعض الأيام فغلبوهم و أخرجوهم. و استأمنالأشعث إلى عكرمة بما كانت أسماء بنتالنعمان بن الجون تحته فخرج إليه، و جاء بهإلى المهاجر و أمّنه في أهله و ماله و تسعةمن قومه على أن يفتح لهم الباب، فاقتحمهالمسلمون و قتلوا المقاتلة و سبوا الذريةفكان في السبي ألف امرأة، فلما فرغ منالنجير دعا بكتاب الأمان من الأشعث و إذاهو قد كتب غرض نفسه في التسعة رجال منأصحابه، فأوثقه كتافا و بعث به إلى أبي بكرينظر في أمره، فقدم مع السبايا و الأسرى،فقال له أبو بكر: أقتلك. قال إني راودتالقوم على عشرة و أتيناهم بالكتاب مختومة،فقال أبو بكر: إنما الصلح على من كان فيالصحيفة و أما غير ذلك فهو مردود (2). فقاليا أبا بكر: احتسب في و أقلني و اقبل إسلاميو ردّ عليّ زوجتي، و قد كان تزوج أم فروةأخت أبي بكر حين قدم على رسول الله صلّىالله عليه وسلّم و أخرها إلى أن يرجع،فأطلقه أبو بكر و قبل إسلامه و ردّ عليهزوجته و قال ليبلغني عنك خير، ثم خلّي عنالقوم فذهبوا و قسم الأنفال.
بعث الجيوش للمرتدين
لما قدم أسامة ببعث الشام على أبي بكراستخلفه على المدينة و مضى إلى الرَّبَذَةفهزم بني عبس و ذبيان و كنانة بالأبرق ورجع إلى المدينة كما قدّمناه، حتى إذااستجم جند أسامة و تاب من حوالي المدينةخرج إلى ذي القصة على بريد من تلقاء نجد،فقعد فيها أحد عشر لواء على أحد عشر جندالقتال أهل الردّة، و أمر كل واحد باستنفار(1) و في النسخة الباريسية: و شذاذ الكون.(2) و في النسخة الباريسية: و اما قبل ذلكفهو مراودة.