الفراض إلى ذي القعدة، ثم أذن للناسبالرجوع إلى الحيرة، و جعل شجرة بن الأغرعلى الساقة. و خرج من الفراض حاجا مكتتمابحجة و ذهب يتعسف في البلاد حتى أتى مكةفحج و رجع فوافى الحيرة مع جنده، و شجرة بنالأغر. معهم و لم يعلم بحجه إلا من أعلمهبه، و عتب به أبو بكر في ذلك لما سمعه وكانت عقوبته إياه أن صرفه من غزو العراقإلى الشام. ثم شن خالد بن الوليد الغاراتعلى نواحي السواد فأغار هو على سوق (1)بغداد، و على قطربُّل، و عقرقوما (2)، ومسكن، و بادروبا.
و حج أبو بكر في هذه السنة و استخلف علىالمدينة عثمان بن عفان.
بعوث الشام
و كان من أوّل عمل أبي بكر بعد عوده منالحج أن بعث خالد بن سعيد بن العاص فيالجنود إلى الشام أول سنة ثلاث عشرة، و قيلإنما بعثه الى الشام لما بعث خالد بنالوليد إلى العراق أول السنة التي قبلها،ثم عزله قبل أن يسير لأنه كان لما قدم مناليمن عند الوفاة تخلف عن بيعة أبي بكرأياما و غدا على عليّ و عثمان فعزلهما علىالاستكانة لتيم و هما رءوس بني عبد مناففنهاه عليّ و بلغت الشيخين، فلما ولاه أبوبكر عقد له عمر فعزله و أمره أن يقيمبتيماء و يدعو من حوله من العرب إلى الجهادحتى يأتيه أمره، فاجتمعت إليه جموع كثيرة،و بلغ الروم خبره فضربوا البعث على العربالضاحية بالشام من بهرا و سليح و كلب وغسان و لخم و جذام، و سار إليهم خالدفغلبهم على منازلهم و افترقوا. و كتب لهأبو بكر بالإقدام فسار متقدما و لقيهالبطريق ماهان من بطارقة الروم فهزمه خالدو استلحم الكثير من جنوده، و كتب إلى أبيبكر يستمده، و وافق كتابه المستنفرين وفيهم ذو الكلاع و معه حمير و عكرمة بن أبيجهل و من معه من تهامة و الشحر (3) و عمان والبحرين فبعثهم إليه. و حينئذ اهتم ابو بكربالشام و كان عمرو بن العاص لما بعثه رسولالله صلّى الله عليه وسلّم تسليما إلىعمان وعده أن يعيده إلى عمله عند فراغه منأمر عمان، فلما جاء بعد الوفاة أعادهإليها أبو بكر إنجازا لوعده صلّى اللهعليه وسلّم تسليما و هي صدقات سعد هذيم وبني عذرة،
(1) و في نسخة أخرى: شرق.
(2) و في نسخة أخرى: عقرقوف.
(3) و في نسخة أخرى: و السّرو.