ولاية أبي عبيد بن مسعود على العراق ومقتله
و لما ولي عمر ندب الناس مع المثنى بنحارثة أياما و كان أوّل منتدب أبو عبيد بنمسعود، و قال عمر للناس: إنّ الحجاز ليسلكم بدار إلّا النجعة و لا يقوى عليه أهلهإلّا بذلك أين المهاجرون عن موعد الله؟سيروا في الأرض التي وعدكم الله في الكتبأن يورثكموها. فقال: ليظهره على الدين كلهفاللَّه مظهر دينه و معز ناصره و مولى أهلهمواريث الأمم. أين عباد الله الصالحون؟فانتدب أبو عبيد الثقفيّ، ثم سعد بن عبيدالأنصاري، ثم سليط بن قيس، فولّى أبا عبيدعلى البعث لسبقه، و قال: اسمع من أصحابالنبي صلّى الله عليه وسلّم و أشركهم فيالأمر و لا تجتهد مسرعا بل اتئد فإنهاالحرب، و الحرب لا يصلحها إلّا الرجلالمكيث الّذي يعرف الفرصة و الكف. و لميمنعني أن أؤمر سليطا إلّا لسرعته إلىالحرب، و في السرعة إلى الحرب إلّا عن بيانضياع و الله لو لا سرعته لأمرته. فكان بعثأبي عبيد هذا أوّل بعث بعثه عمر، ثم بعثبعده يغلي (3) بن أمية إلى اليمن و أمرهبإجلاء أهل نجران(1) و في نسخة أخرى: زوجة آزرميدخت، فغضبت وبعثت.(2) و في نسخة أخرى: و تشاغلوا بذلك عنملكها.(3) و في نسخة أخرى: بعليّ.