وقعة أجنادين و فتح بيسان و الأردن و بيتالمقدس
لما انصرف أبو عبيدة و خالد إلى حمص بعدواقعة مرج الروم نزل عمرو و شرحبيل على أهلبيسان فافتتحها و صالح أهل الأردن، واجتمع عسكر الروم بأجنادين و غزة و بيسان وعليهم أرطبون من بطارقة الروم، فسار عمروو شرحبيل إليهم و استخلف على الأردن أباالأعور السلمي. و كان الأرطبون قد أنزلبالرملة جندا عظيما من الروم و بيت المقدسكذلك، و بعث عمر و علقمة بن حكيم الفراسي ومسرور (2) بن العكي لقتال أهل بيت المقدس، وبعث أبا أيوب المالكي إلى قتال أهلالرملة، و كان معاوية محاصرا لأهل قيساريةفشغل جميعهم عنه، ثم زحف عمرو إلىالأرطبون و اقتتلوا كيوم اليرموك و أشدّ،و انهزم أرطبون إلى بيت المقدس و أفرج لهالمسلمون الذين كانوا يحاصرونها حتى دخل.و رجعوا إلى عمرو و قد نزل أجنادين. و قدتقدم لنا ذكر هذه الوقعة قبل اليرموك علىقول من جعلها قبلها و هذا على قول من جعلهابعدها. و لما دخل أرطبون بيت المقدس فتحعمرو غزة، و قيل كان فتحها في خلافة أبيبكر، ثم فتح سبسطية و فيها قبر يحيى بنزكريا، و فتح نابلس على الجزية، ثم فتحمدينة لدّ، ثم عمواس و بيت حبرين و يافا ورفح و سائر مدائن الأردن. و بعث إلىالأرطبون فطلب أن يصالح كأهل الشام ويتولى العقد عمر و كتبوا إليه بذلك، فسارعن المدينة و استخلف عليّ بن أبي طالب بعدأن عذله في مسيره فأبى، و قد كان واعدأمراء الأجناد هنالك فلقيه(1) مجزز: بجيم مفتوحة و زايين الاولى مشردةمكسورة كما في الكامل أ ه.(2) و في نسخة ثانية: مسروق.