و امتنعوا، و بلغ ذلك عمر فأرسل إلى عتبةبالبصرة يأمره بإنفاذ جيش كثيف إلىالمسلمين بفارس قبل أن يهلكوا، و أمرالعلاء بالانصراف عن البحرين إلى سعد بمنمعه، فأرسل عتبة الجنود اثني عشر ألفمقاتل فيهم عاصم بن عمرو و عرفجة بن هرثمةو الأحنف بن قيس و أمثالهم و عليهم أبوسبرة بن أبي رهم بن عامر بن لؤيّ، فساحلبالناس حتى لقوا خليدا و العسكر، و قدتداعى إليهم بعد وقعة طاوس أهل فارس من كلناحية، فاقتتلوا و انهزم المشركون وقتلوا. ثم انكفؤا بما أصابوا من الغنائم واستحثهم عتبة بالرجوع فرجعوا إلى البصرة.ثم استأذن عتبة في الحج فأذن له عمر فحج،ثم استعفاه فأبى و عزم عليه ليرجعن إلىعمله فانصرف و مات ببطن نخلة على رأس ثلاثسنين من مفارقة سعد. و استخلف على عمله أباسبرة بن أبي رهم فأقره عمر بقية السنة.ثم استعمل المغيرة بن شعبة عليها، و كانبينه و بين أبي بكرة منافرة و كانامتجاوزين في مشربتين ينفذ البصر منإحداهما إلى الأخرى من كوتين، فزعموا أنأبا بكرة و زياد بن أبيه و هو أخوه لأمه (1) وآخرين معهما عاينوا المغيرة على حالةقذفوه بها، و ادعوا الشهادة و منعه أبوبكرة من الصلاة، و بعثوا إلى عمر، فبعث أباموسى أميرا في تسعة و عشرين من الصحابةفيهم أنس بن مالك و عمران بن حصين و هشام بنعامر و معهم كتاب عمر إلى المغيرة: «أمابعد فقد بلغني عنك نبأ عظيم و بعثت أباموسى أميراً فسلم إليه ما في يدك و العجل».و لما استحضرهم عمر اختلفوا في الشهادة ولم يستكملها زياد فجلد الثلاثة. ثم عزل أباموسى عن البصرة بعمر بن سراقة ثم صرفه إلىالكوفة ورد أبا موسى فأقام عليه.
بناء البصرة و الكوفة
و في هذه السنة و هي اربع عشرة بلغ عمر أنالعرب تغيرت ألوانهم و رأى ذلك في وجوهوفودهم فسألهم فقالوا وخومة البلادغيرتنا، و قيل إن حذيفة و كان معه سعد كتببذلك إلى عمر فسأل عمر سعدا فقال: غيرتهموخومة البلاد و العرب لا يوافقها منالبلاد إلا ما وافق إبلها، فكتب إليه أنيبعث سلمان و حذيفة شرقية فلم يرضيا إلا(1) و في النسخة الباريسية: اخوه لأبيه.