الخبر عن حكام بني إسرائيل بعد يوشع الىأن صار أمرهم إلى الملك و ملك عليهمطالوت
و لما قبض يوشع صلوات الله عليه بعداستكمال الفتح، و تمهيد الأمر، ضيّع بنوإسرائيل الشريعة، و ما أوصاهم به و حذرهممن خلافه، فاستطالت عليهم الأمم الذينكانوا بالشام، و طمعوا فيهم من كل ناحية. وكان أمرهم شورى فيختارون للحكم في عامتهممن شاءوا، و يدفعون للحرب من يقوم بها منأسباطهم، و لهم الخيار مع ذلك على من يليشيئا من أمرهم، و تارة يكون نبيا يدبرهمبالوحي، و أقاموا على ذلك نحوا منثلاثمائة سنة لم يكن لهم فيها ملك مستفحل،و الملوك تناوشهم من كل جهة، إلى أن طلبوامن نبيهم شمويل أن يبعث عليهم ملكا، فكانطالوت، و من بعده داود، فاستفحل ملكهميومئذ و قهروا أعداءهم، على ما يأتي ذكرهبعد. و تسمّى هذه المدة بين يوشع و طالوتمدّة الحكّام و مدّة الشيوخ.و أنا الآن أذكر من كان فيها من الحكّامعلى التتابع معتمدا على الصحيح منه، علىما وقع في كتاب الطبريّ و المسعودي، ومقابلا به ما نقله صاحب حماة (1) من بني أيوبفي تاريخه عن سفر الحكام و الملوك منالإسرائيليات، و ما نقله أيضا هروشيوشمؤرّخ الروم في كتابه الّذي ترجمه للحكمالمستنصر من بني أمية قاضي النصارى وترجمانهم بقرطبة و قاسم بن أصبغ. قالواكلهم: لما فتح يوشع مدينة أريحاء سار إلىنابلس فملكها و دفن هنالك شلو (2) يوسف عليهالسلام، و كانوا حملوه معهم(1) يعني أبي الفداء(2) يعني وفاة يوسف عليه السلام.