أبي أرطاة، و على مكّة و الطائف قثم بنعبّاس و على المدينة أبو أيوب الأنصاري وقيل سهل بن حنيف.
بيعة الحسن و تسليمه الأمر لمعاوية
و لما قتل عليّ رضي الله عنه اجتمع أصحابهفبايعوا ابنه الحسن، و أوّل من بايعه قيسابن سعد و قال: ابسط يدك على كتاب الله وسنّة رسوله و قتال الملحدين. فقال الحسنعلى كتاب الله و سنة رسوله. و يأتيان على كلشرط. ثم بايعه الناس فكان يشترط عليهم انكمسامعون مطيعون تسالمون من سالمت و تحاربونمن حاربت، فارتابوا و قالوا: ما هذا لكمبصاحب و ما يريد القتال.و بلغ الخبر بمقتل علي إلى معاوية فبويعبالخلافة و دعي بأمير المؤمنين، و قد كانبويع بها بعد اجتماع الحكمين. و لأربعينليلة بعد مقتل علي مات الأشعث بن قيسالكندي من أصحابه، ثم مات من أصحاب معاويةشرحبيل بن السمط الكندي.و كان عليّ قبل قتله قد تجهز بالمسلمينإلى الشام، و بايعه أربعون ألفا من عسكرهعلى الموت، فلما بويع الحسن زحف معاوية فيأهل الشام إلى الكوفة فسار الحسن في ذلكالجيش للقائه و على مقدّمته قيس بن سعد فياثني عشر ألفا، و قيل بل كان عبد الله بنعبّاس على المقدّمة و قيس في طلائعه. فلمّانزل الحسن في المدائن شاع في العسكر أنّقيس بن سعد قتل، و اهتاج الناس و ماج بعضهمفي بعض و جاءوا إلى سرادق الحسن و نهبوا ماحوله حتى نزعوه بساطه الّذي كان عليه واستلبوه رداءه و طعنه بعضهم في فخذه. وقامت ربيعة و همدان دونه و احتملوه علىسرير إلى المدائن و دخل الى القصر و كادأمره أن ينحلّ، فكتب إلى معاوية يذكر لهالنزول عن الأمر على أن يعطيه ما في بيتالمال بالكوفة و مبلغه خمسة آلاف ألف، ويعطيه خراج دارابجرد من فارس و الّا يشتمعليّا و هو يسمع، و أخبر بذلك أخوه الحسينو عبد الله بن جعفر و عذلاه فلم يرجعاليهما. و بلغت صحيفته إلى معاوية فأمسكهاو كان قد بعث عبد الله بن عامر و عبد اللهبن سمرة الى الحسن و معهما صحيفة بيضاء ختمفي أسفلها و كتب إليه أن اشترط في هذهالصحيفة ما شئت فهو لك فاشترط فيها أضعافما كان في الصحيفة، فلما سلم له و طالبه فيالشروط أعطاه ما في الصحيفة الاولى و قالهو الّذي