فأسلم عديّ و انصرف إلى قومه.
ثم أنزل الله على نبيّه الأربعين آية منأوّل براءة في نبذ هذا العهد الّذي بينه وبين المشركين أن لا يصدوا عن البيت، و نهواأن يقرب المسجد الحرام مشرك بعد ذلك، و أنلا يطوف بالبيت عريان، و من كان (2) بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهدفيتم له إلى مدّته، و أجلّهم أربعة أشهر منيوم النحر. فبعث رسول الله صلّى الله عليهوسلّم بهذه الآيات أبا بكر و أمّره علىإقامة الحج بالموسم من هذه السنة، فبلغ ذاالحليفة فأتبعه بعليّ فأخذها منه، فرجعأبو بكر مشفقا أن يكون نزل فيه قرآن، فقالله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لم ينزلشيء و لكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.فسار ابو بكر على الحج و عليّ على الأذانببراءة، فحج أبو بكر بالناس و هم على حجّالجاهلية، و قام عليّ عند العقبة يومالأضحى فأذّن بالآية التي جاء بها.قال الطبريّ و في هذه السنة فرضت الصدقاتلقوله تعالى خُذْ من أَمْوالِهِمْصَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْبِها 9: 103 الآية. و فيها قدم وفد ثعلبة بنسعد (3) و وفد سعد هذيم من قضاعة. قالالطبريّ: و فيها بعث بنو سعد بن بكر ضمّام(4) بن ثعلبة وافدا فاستحلف رسول الله صلّىالله عليه وسلّم على ما جاء به من الإسلام،و ذكر التوحيد و الصلاة و الزكاة و الصيامو الحج واحدة واحدة حتى إذا فرغ تشهّد وأسلم، و قال:لاؤديّ هذه الفرائض و أجتنب ما نهيت عنهثم لا أزيد عليها و لا انقص، فلما انصرفقال صلّى الله عليه وسلّم: إن صدق دخلالجنة، ثم قدم على قومه فأسلموا كلهم يومقدومه. و الّذي عليه الجمهور: أنّ قدومضمّام و قصّته كانت سنة خمس.(1) و في نسخة ثانية: استبعادا.(2) و في نسخة الثانية: و إن كان.(3) و في نسخة ثانية: ثعلبة بن منقذ.(4) و في نسخة ثانية: ضمضام بن ثعلبة.