يعقوب، و كان يكتب إلى المؤمنين منالمسكين المنفي يعقوب. و قيل بل كان لهتلميذ اسمه يعقوب فنسبوا إليه. و قيل بلكان شاويرش بطرك أنطاكية على رأي ديسقورسو كان له تلميذ اسمه يعقوب، فكان شاويرشيبعث يعقوب إلى المؤمنين ليثبتوا علىأمانة ديسقورس فنسبوا إليه.قال: و من جمع خلقدونية افترقت الكنائس والأساقفة إلى يعقوبية و ملكية و نسطورية،فاليعقوبية أهل مذهب ديسقورس الّذيقرّرناه آنفا، و الملكية أهل الأمانة التيقرّرها جماعة نيقية و جماعة خلقدونيةبعدهم و عليها جمهور النصرانية، والنسطورية أهل المجمع الثالث و أكثرهمبالمشرق. و بقي الملكية و اليعقوبيةيتعاقبون في الرئاسة على الكراسي بحسب منيريدهم من القياصرة و ما يختارونه منالمذهبين.ثم كان بعد ذلك بمائة و ثلاثين سنة أو ثلاثو ستين سنة المجمع الخامس بقسطنطينية فيأيام يوسيطانوس قيصر، للنظر في مقالةأقفسح لأنه نقل عنه أنه يقول: بالتناسخ وينكر البعث. و نقل عن أساقفة أنقرا والمصيصة و الرها أنهم يقولون أنّ جسدالمسيح فنطايسا (1). فأحضر قيصر جمعهمبالقسطنطينية ليناظرهم البطرك بها، فقالالبطرك: إن كان جسد المسيح فني فقوله وفعله كذلك. و قال الأسقف أقفسح: إنما قامالمسيح من بين الأموات فأشادوا بكفره وأوجبوا لعنتهم و لعنة من يقول بقولهم. واستقرّت فرق النصارى على هذه الثلاثة.
الخبر عن الفرس و ذكر أيامهم و دولهم وتسمية ملوكهم و كيف كان مصير أمرهم الىتمامه و انقراضه
هذه الأمّة من أقدم أمم العالم و أشدهمقوة و آثارا في الأرض، و كانت لهم فيالعالم دولتان عظيمتان طويلتان: الأولىمنهما الكينية، و يظهر أنّ مبتدأها ومبتدأ دولة التبابعة و بني إسرائيل واحد وأنّ الثلاثة متعاصرة. و دولة الكينية هذههي التي غلب عليها الإسكندر و الساسانيةالكسروية، و يظهر أنها معاصرة لدولة الرومبالشام، و هي التي غلب عليها المسلمون. وأما ما قبل هاتين الدولتين فبعيد، وأخباره متعارضة(1) الواضح ان هذه الكلمة محرّفة و مقتضىالسياق: فني.