العمال على النواحي
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حينأسلم باذان عامل كسرى على اليمن و أسلمتاليمن أمره على جميع مخاليفها و لم يشركمعه فيها أحدا حتى مات، و بلغه موته و هومنصرف من حجّة الوداع فقسم عمله على جماعةمن أصحابه، فولّى على صنعاء ابنه شهر (1) بنباذان، و على مأرب أبا موسى الأشعري، و علىالجنديعلي بن أمية، و على همدان عامر بنشهر الهمدانيّ، و على عك و الأشعر بينالطاهر بن أبي هالة (2) و على ما بين نجران وزمع و زبيد خالد بن سعيد بن العاص، و علىنجران عمرو بن حزم (3)، و على بلاد حضرموتزياد بن لبيد (4) البياضي، و على السكاسك والسكون عكاشة بن ثور (5) بن أصفر الغوثي، وعلى معاوية بن كندة عبد الله المهاجرالمحل الّذي نزل به الرسول و كان ذلك فياليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشرة منالهجرة و كان ذلك اليوم شديد الحرّ فكانالرجل يضع بعض ردائه على رأسه و بعضه تحتقدميه من شدّة الحر. و قد وقف النبي في هذااليوم بعد صلاة الظهر خطيبا بالمسلمينفقال: الحمد للَّه و نستعين و نؤمن به ونتوكل عليه و نعوذ باللَّه من شرور أنفسناو من سيئات أعمالنا الدنيّة لا هادي لمن ضلو لا مضل لمن هدى و اشهد ان لا إله إلا اللهو ان محمدا عبده و رسوله. اما بعد ايهاالناس قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمرنبيّ الا مثل نصف عمر الّذي قبله و انيأوشك ان ادعى فأجيب و اني مسئول و أنتممسئولون. فما ذا أنتم قائلون؟قالوا نشهد انك قد بلغت و نصحت و جهدتفجزاك الله خيرا قال أ لستم تشهدون ان لاإله إلا الله و ان محمد عبده و رسوله؟قالوا بلى نشهد بذلك. ثم قال ايها الناسالا تسمعون؟ قالوا نعم. قال فإنّي فرط علىالحوض و أنتم واردون عليه فانظروا كيفتخلفوني في الثقلين فنادى مناد و ماالثقلان يا رسول الله؟قال الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد اللهعز و جل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلواو الآخر الأصغر عترتي و ان اللطيف الخبيرنبأني انهما لن يفترقا حتى يردا عليّالحوض فسألت لهما ذلك ربي فلا تتقدموهمافتهلكوا و لا تقصّروا عنهما فتهلكوا ثمأخذ بيد عليّ فرفعها و عرفه القوم فقال:ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين منأنفسهم؟ قالوا الله و رسوله أعلم. قال انالله مولاي و أنا مولى المؤمنين و انا اولىبهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،اللَّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه وأدر الحق معه حيث دار الا فليبلغ الشاهدالغائب. انظر كتاب البداية و النهاية لابنكثير ج 5 ص 208 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 93 والفرق الإسلامية ص 42 و غيرها من كتبالتاريخ.(1) و في نسخة اخرى: شمر.(2) و في النسخة الباريسية: الطاهر بن أبيمنالة(3) و في نسخة اخرى: بن حزام.(4) و في النسخة الباريسية: زياد بن يزيد.(5) و في النسخة الباريسية: عكاشة بن بدر