فتوح فارس
و لما خرج الأمراء الذين توجهوا إلى فارسمن البصرة افترقوا و سار كل أمير إلى جهتهو بلغ ذلك أهل فارس فافترقوا إلى بلدانهم وكانت تلك هزيمتهم و شتاتهم. و قصد مجاشع بنمسعود من الأمراء سابور و أردشيرخرةفاعترضه الفرس دونهما بتوّج فقتلهم و أثخنفيهم، و افتتح توّج و استباحها و صالحهمعلى الجزية و أرسل بالفتح و الأخماس إلىعمر، فكانت واقعة توّج هذه ثانية لواقعةالعلاء بن الحضرميّ عليهم أيام طاوس ثمدعوا إلى الجزية فرجعوا و أقرّوا بها.إصطخر:
و قصد عثمان بن أبي العاص إصطخر فزحفواإليه يحور (1)، فهزمهم و أثخن فيهم و فتح جورو إصطخر و وضع عليهم الجزية و أجابه الهربذإليها، و كان ناس منهم فرّوا فتراجعواإليها. و بعث بالفتح و الخمس إلى عمر. ثمفتح كازرون و النوبندجان و غلب على أرضها،و لحق به أبو موسى فافتتحها مدينة شيراز وأرّجان على الجزية و الخراج، و قصد عثمانجنابة (2) ففتحها و لقي الفرس بناحية جهرمفهزمهم و فتحها. ثم نقض شهرك في أوّل خلافةعثمان فبعث عثمان بن أبي العاص ابنه و أخاهالحكم و أتته الأمداد من البصرة و عليهعبيد الله بن معمر و شبل بن معبد و التقوابأرض فارس، فانهزم شهرك و قتله الحكم بنأبي العاصي و قيل سوار بن همّام العبديّ وقيل إن ابن شهرك حمل على سوار فقتله. و يقالإن إصطخر كانت سنة ثمان و عشرين و قيل تسع وعشرين. و قيل إنّ عثمان بن أبي العاص أرسلأخاه الحكم من البحرين إلى فارس في ألفين،فسار إلى توّج و على مجنبته الجارود و أبوصفرة والد المهلب، و كان كسرى أرسل شهرك فيالجنود إلى لقائهم، فالتقوا بتوّج و هزمهمإلى سابور و قتل شهرك و حاصروا مدينة سابورحتى صالح عليها ملكها و استعانوا به علىقتال إصطخر، ثم مات عمر رضي الله عنه، وبعض عثمان بن عفّان عبيد الله بن معمر مكانعثمان بن أبي العاص و أقام محاصرا إصطخر وأراد ملك سابور الغدر به، ثم أحصر و أصابتعبيد الله حجارة منجنيق فمات بها. ثم فتحواالمدينة فقتلوا بها بشرا كثيرا منهم.(1) و في الكامل ج 3 ص 40: مقصد. عثمان بن أبيالعاص الثقفي لاصطخره فالتقى هو و أهلإصطخر بجور فاقتتلوا.(2) و في نسخة ثانية: جينا.