الخبر عن ملوك التبابعة من حمير و أوليتهمباليمن و مصاير أمورهم‏ - تاریخ ابن خلدون جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 2

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«57»

الخبر عن ملوك التبابعة من حمير و أوليتهمباليمن و مصاير أمورهم‏

هؤلاء الملوك من ولد عبد شمس بن واثل بنالغوث باتفاق من النسّابين، و قد مرّ نسبهإلى حمير، و كانت مدائن ملكهم صنعاء، ومأرب على ثلاث مراحل منها، و كان بهاالسدّ، ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم سدّاما بين جبلين بالصخر و القار، فحقنت به ماءالعيون و الأمطار، و تركت فيه خروقا علىقدر ما يحتاجون إليه في سقيهم، و هو الّذييسمى العرم و السكر و هو جمع لا واحد له منلفظه قال الجعديّ:




  • من سبإ الحاضرين مأرب إذ
    يبنون من دونسيله العرما



  • يبنون من دونسيله العرما
    يبنون من دونسيله العرما



أي السدّ و يقال انّ الّذي بنى السدّ هوحمير أبو القبائل اليمنية كلها قالالأعشى:




  • ففي ذلك للمؤتسى اسوة
    رخام بناه لهم حمير
    إذا جاءه من رامه لميرم‏



  • مأرب غطى عليهالعرم‏
    إذا جاءه من رامه لميرم‏
    إذا جاءه من رامه لميرم‏



و قيل بناه لقمان الأكبر ابن عاد كما قالهالمسعودي، و قال: جعله فرسخا في فرسخ، وجعل له ثلاثين شعبا. و قيل و هو الأليق والأصوب أنه من بناء سبا بن يشجب، و أنّهساق إليه سبعين واديا، و مات قبل إتمامه،فأتمّه ملوك حمير من بعده. و إنّما رجّحناهلأنّ المباني العظيمة، و الهياكلالشامخة، لا يستقل بها الواحد كما قدّمنافي الكتاب الأوّل، فأقاموا في جناته عناليمين و الشمال كما وصف القرآن.

و دولتهم يومئذ أوفر ما كانت، و أترف وأبذخ و أعلى يدا و أظهر، فلمّا طغوا وأعرضوا سلّط الله عليهم الخلد، و هو الجرذفنقبه من أسفله فأجحفهم السيل، و أغرقجناتهم، و خربت أرضهم، و تمزّق ملكهم، وصاروا أحاديث.

و كان هؤلاء التبابعة ملوكا عدّة في عصورمتعاقبة، و أحقاب متطاولة، لم يضبطهمالحصر، و لا تقيدت منهم الشوارد. و ربّماكانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى ما بعد عنهممن العراق و الهند و المغرب تارة، ويقتصرون على يمنهم أخرى، فاختلفت أحوالهمو اتفقت أسماء كثيرة من ملوكهم، و وقعاللبس في نقل أيامهم و دولهم، فلنأت بماصحّ منها متحرّيا جهد الإستطاعة عن طموسمن الفكر، و اقتفاء التقاييد المرجوع‏

/ 613