خالد بن سعيد فلا يعلم أين مات بعد و يقالاستشهد في مرج الصّفر في الوقعة الأولى.و يقال إنّ خالدا لما جاء من العراق مدداللمسلمين بالشام طلب من الأدلّاء أنيغوروا به حتى يخرج من وراء الروم، فسلك بهرافع بن عمرو الطائي من فزارة في بلاد كلبحتى خرج إلى الشام و نحر فيها الإبل و أغارعلى مضيخ (1) فوجد به رفقة (2) فقتلهم وأسلبهم، و كان الحرث بن الأيهم و غسّان قداجتمعوا بمرج راهط فسلك إليهم و استباحهم،ثم نزل بصرى ففتحها، ثم سار منها إلىالمسلمين بالواقوصة فشهد معهم اليرموك. ويقال: إنّ خالدا لمّا جاء من العراق إلىالشام لقي أمراء المسلمين ببصرى فحاصروهاجميعا حتى فتحوها على الجزية، ثم سارواجميعا إلى فلسطين مددا لعمرو بن العاص، وعمرو بالغور و الروم يحلّق مع تدارق أخيهرقل، و كشفوا عن جلّق إلى أجنادين وراءالرملة شرقا، ثم تزاحف الناس فاقتتلوا، وانهزم الروم و ذلك في منتصف جمادى الأولىمن السنة، و قتل فيها تدارق، ثم رجع هرقل ولقي المسلمين بالواقوصة عند اليرموك،فكانت واقعة اليرموك كما قدّمنا في رجببعد أجنادين، و بلغت المسلمين وفاة أبيبكر و أنها كانت لثمان بقين من جمادىالآخرة.
خلافة عمر رضي الله عنه
و لما احتضر أبو بكر عهد إلى عمر رضي اللهعنهما بالأمر من بعده بعد أن شاور عليه (3)طلحة و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و غيرهم وأخبرهم بما يريد فيه، فأثنوا على رأيه،فأشرف على الناس و قال: إني قد استخلفت عمرو لم آل لكم نصحا فاسمعوا له و أطيعوا. ودعا عثمان فأمره فكتب: «بسم الله الرحمنالرحيم هذا ما عهد به أبو بكر خليفة محمدرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند آخرعهده بالدنيا و أوّل عهده بالآخرة فيالحال التي يؤمن فيها الكافر و يوقن فيهاالفاجر، إني استعملت عليكم عمر ابنالخطّاب و لم آل لكم خيرا، فإن صبر و عدلفذلك علمي به و رأيي فيه، و إن(1) و في نسخة أخرى، مصيخ.(2) و في النسخة الباريسية. فصبح به رفعه.(3) و في نسخة اخرى: عليّا و طلحة ...