مقتل عمر و أمر الشورى و بيعة عثمان رضيالله عنه
كان للمغيرة بن شعبة مولى من نصارى العجماسمه أبو لؤلؤة و كان يشدد عليه في الخراج،فلقي يوما عمر في السوق فشكى إليه و قال:أعدني على المغيرة فإنه يثقل عليّ فيالخراج درهمين في كل يوم، قال: و ماصناعتك؟ قال نجّار حدّاد نقاش، فقال: ليسذلك كثير على هذه الصنائع و قد بلغني انكتقول أصنع رحى تطحن بالريح فاصنع لي رحى.قال: أصنع لك رحى يتحدّث الناس بها أهلالمشرق و المغرب، و انصرف، فقال عمر:توعدني العلج. فلما أصبح خرج عمر إلىالصلاة و استوت الصفوف و دخل أبو لؤلؤة فيالناس و بيده خنجر برأسين نصابه في وسطه،فضرب عمر ست ضربات إحداها تحت سرّته، و قتلكليبا بن أبي البكير الليثي، و سقط عمرفاستخلف عبد الرحمن بن عوف في الصلاة واحتمل الى بيته.ثم دعا عبد الرحمن و قال: أريد أن أعهدإليك، قال: أ تشير عليّ بها قال: لا.قال: و الله لا أفعل. قال: فهبني صمتا حتىأعهد إلى النفر الذين توفي رسول الله صلّىالله عليه وسلّم و هو عنهم راض. ثم دعا علياو عثمان و الزبير و سعدا و عبد الرحمنمعهم، و قال انتظروا طلحة ثلاثا فإن جاء وإلّا فاقضوا أمركم، و ناشد الله من يفضيإليه الأمر منهم أن يحمل أقاربه على رقابالناس، و أوصاهم بالأنصار الذين تبوءواالدار و الإيمان أن يحسن إلى محسنهم و بعفو(1) عن مسيئهم، و أوصى بالعرب فإنّهم مادّةالإسلام أن تؤخذ صدقاتهم في فقرائهم، وأوصى بذمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّمأن يوفى لهم بعهدهم، ثم قال: اللَّهمّ قدبلغت لقد تركت الخليفة من بعدي(1) مقتضى سياق الجملة ان يقول «يعفى».