فتح موقان و جبال ارمينية
و لما فرغ سراقة من الباب بعث (1) أمراء إلىما يليه من الجبال المحيطة بأرمينية،فأرسل بكير بن عبد الله إلى موقان، و حبيببن مسلمة إلى تفليس، و حذيفة بن اليمان إلىجبال اللان (2)، و سلمان بن ربيعة إلى الوجهالآخر. و كتب بالخبر الى عمر فلم يرج تمامذلك لأنه فرج عظيم، ثم بلغه موت سراقة واستخلف عبد الرحمن بن ربيعة، فأقرّه عمرعلى فرج الباب و أمره بغزو الترك. و لم يفتحأحد من أولئك الأمراء إلّا بكير بن عبدالله فإنه فتح موقان، ثم تراجعوا علىالجزية دينارا عن كل حالم.غزو الترك
و لما أمر عبد الرحمن بن ربيعة بغزو التركسار حتى الباب و سار معه شهريار فغزا بلنجرو هم قوم من الترك ففرّوا منه و تحصّنوا، وبلغت خيله على مائتي فرسخ من بلنجر و عادبالظفر و الغنائم. و لم يزل يردّد الغزوفيهم إلى أيام عثمان فتذامر الترك و كانوايعتقدون أن المسلمين لا يتقلون لأنّالملائكة معهم، فأصابوا في هذه الغزاةرجلا من المسلمين على غرّة فقتلوه وتجاسروا، و قاتل عبد الرحمن فقتل و انكشفأصحابه، و أخذ الراية أخوه سلمان فخرجبالناس و معه أبو هريرة الدوسيّ فسلكواعلى جيلان إلى جرجان.(1) و في النسخة الباريسية: و لما فرغ منالباب بعث سراقة.(2) و في نسخة ثانية: اللات.