و الطبريّ: أنهما أرادا الغدر برسول اللهصلّى الله عليه وسلّم فلم يقدروا عليه فيقصة ذكرها أهل الصحيح، ثم رجعوا إلىبلادهم فأخذه الطاعون في عنقه فمات فيطريقه في أحياء بني سلول و أصابت أخاه أربدصاعقة بعد ذلك. ثم قدم علقمة بن علاثة بنعوف و عوف (1) بن خالد بن ربيعة و ابنهفأسلموا.و فيها قدم وفد طيِّئ في خمسة عشرة نفرايقدمهم سيدهم زيد الخيل و قبيصة بن الأسودمن بني نبهان فأسلموا، و سمّاه رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم زيد الخير و أقطع لهبئرا و أرضين معها و كتب له بذلك و مات فيمرجعه.و في هذه السنة ادعى مسيلمة النبوّة و أنهأشرك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيالأمر، و كتب إليه: «من مسيلمة رسول اللهإلى محمد رسول الله سلام عليك فإنّي قدأشركت في الأمر معك و أن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض و لكن قريش قوم لا يعدلون،و كتب إليه رسول الله صلّى الله عليهوسلّم: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمدرسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلىمسيلمة الكذاب سلام على من اتّبع الهدىأما بعد فإن الأرض للَّه يورثها من يشاء منعباده و العاقبة للمتقين». قال الطبريّ: وقد قيل إنّ ذلك كان بعد منصرف النبيّ صلّىالله عليه وسلّم من حجة الوداع كما نذكر.
حجة الوداع
ثم خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلىحجة الوداع في خمس ليال بقين من ذي العقدةو معه من أشراف الناس و مائة من الإبل عريا(2)، و دخل مكة يوم الأحد لأربع خلون من ذيالحجة، و لقيه عليّ بن أبي طالب بصدقاتنجران فحجّ معه، و علم صلّى الله عليهوسلّم الناس بمناسكهم و استرحمهم و خطبالناس بعرفة خطبته التي بين فيها ما بين،حمد الله و اثنى عليه ثم قال: «أيها الناساسمعوا قولي فإنّي لا أدري لعلّي لاألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا!أيها الناس إنّ دماءكم و أموالكم عليكمحرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا و ستلقون ربكم فيسألكم عنأعمالكم و قد بلّغت فمن كان عنده أمانةفليؤدّها إلى(1) و في النسخة الباريسية: و هودة.(2) و في نسخة ثانية: هدايا.