بعوث العراق و صلح الحيرة
و لما فرغ خالد من أمر اليمامة بعث إليهأبو بكر في المحرم من سنة اثنتي عشرة فأمرهبالمسير إلى العراق و مرج الهند و هيالأبلة منتهى بحر فارس في جهة الشمال قربالبصرة، فيتألف أهل فارس و من في مملكتهممن الأمم. فسار من اليمامة و قيل قدم علىأبي بكر ثم سار من المدينة، و انتهى إلىقرية بالسواد و هي بانقيا و برسوما وصاحبهما جابان، فجاء صلوبا فصالحهم علىعشرة آلاف دينار (2) فقبضها خالد، ثم سارإلى الحيرة و خرج إليه أشرافها مع إياس بنقبيصة الطائي الأمير عليها بعد النعمان بنالمنذر، فدعاهم إلى الإسلام أو الجزية أوالمناجزة، فصالحوه على تسعين ألف درهم، وقيل إنما أمره أبو بكر أن يبدأ بالأبلة ويدخل من أسفل العراق. و كتب إلى عياض بن غنمأن يبدأ بالمضيخ و يدخل من أعلى العراق، وأمر خالدا بالقعقاع بن عمرو التميمي وعياض بن عوف الحمي (3)، و قد كان المثنى بنحارثة الشيبانيّ استأذن أبا بكر في غزوالعراق فأذن له فكان يغزوهم قبل قدومخالد، فكتب أبو بكر إليه و إلى حرملة ومدعور و سلمان أن يلحقوا بخالد بالأبلة وكانوا في ثمانية آلاف(1) و في نسخة ثانية: الشمر و في الطبري ج 3 ص264: و الصبرات.(2) و في نسخة ثانية: باروسما و الليس و كانتلابن صلوبا، فصالحهم على عشرة آلاف دينار.(3) و في نسخة ثانية: الحميري.