الأسود اليمن و استفحل استخف بقيس بن عبديغوث و بفيروز و دادويه، و كانت ابنة عمفيروز هي زوجة شهر بن باذان التي تزوجهاالأسود بعد مقتله و اسمها أزاد. و بلغالخبر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّمفكتب مع وبر بن يحنس (1) إلى الأبناء و أبيموسى و معاذ الطاهر يأمرهم فيه أن يعملوافي أمر الأسود بالغيلة أو المصادمة (2) ويبلغ منه من يروم عنده دنيا أو نجدة، وأقام معاذ و الأبناء في ذلك فداخلوا قيس بنعبد يغوث في أمره فأجاب، ثم داخل فيروز بنتعمه زوجة الأسود فواعدته قتله، و كتبالنبي صلّى الله عليه وسلّم إلى عامر بنشهر الهمدانيّ و بعث جرير بن عبد الله إلىذي الكلاع و ذي أمران و ذي ظليم من أهلناحيته و إلى أهل نجران من عربهم و نصاراهمو اعترضوا الأسود و مشوا و تنحوا إلى مكانواحد.و أخبر الأسود شيطانه بغدر قيس و فيروز ودادويه فعاتبهم و همّ بهم، ففروا إلىامرأته و واعدتهم أن ينقبوا البيت من ظهرهو يدخلوا فيبيتوه، ففعلوا ذلك و دخل فيروزو معه قيس ففتل (3) عنقه ثم ذبحه، فنادىبالأذان عند طلوع الفجر و نادى دادويهبشعار الإسلام، و أقام وبر بن يحنس (4)الصلاة و اهتاج الناس مسلمهم و كافرهم وماج بعضهم في بعض و أختطف الكثير من أصحابهصبيانا من أبناء المسلمين، و برزوا وتركوا كثيرا من أبنائهم ثم تراسلوا في ردّكل ما بيده و أقاموا يتردّدون فيما بينصنعاء و نجران، و خلصت صنعاء و الجنود، وتراجع أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّمإلى أعمالهم و تنافسوا الإمارة في صنعاء،ثم اتفقوا على معاذ فصلّى بهم و كتبوا إلىرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالخبر، وكان قد أتى خبر الواقعة من السماء فقال فيغداتها:قتل العنسيّ البارحة قتله رجل مبارك و هوفيروز. ثم قدمت الرسل، و قد توفي (5) النبيصلّى الله عليه وسلّم.
بعث أسامة:
و لما رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم منحجة الوداع آخر ذي الحجة ضرب على الناس فيشهر المحرم بعثا إلى الشام و أمّر عليهممولاه أسامة بن زيد(1) و في نسخة أخرى: بن عنيس.(2) و في نسخة أخرى: المصادقة.(3) و في النسخة الباريسية: ففك عنقه.(4) و في نسخة ثانية: بن جنيس.(5) و في نسخة أخرى: اسامة.