حصار عثمان و مقتله رضي الله عنه و أتابه ورفع درجته
و لما كثرت الإشاعة في الأمصار بالطعن علىعثمان و عمّاله، و كتب بعضهم إلى بعض فيذلك و توالت الأخبار بذلك على أهلالمدينة، جاءوا إلى عثمان و أخبروه فلميجدوا عنده علما منه. و قال: أشيروا عليّ وأنتم شهود المؤمنين. قالوا: تبعث من تثق بهإلى الأمصار يأتوك (2) بالخبر. فأرسل محمدبن مسلمة إلى الكوفة، و أسامة بن زيد إلىالبصرة، و عبد الله بن عمر إلى الشام وغيرهم إلى سواها فرجعوا، و قالوا: ماأنكرنا شيئا و لا أنكره علماء المسلمين ولا عوامهم، و تأخر عمّار بن ياسر بمصر واستماله ابن السوداء و أصحابه خالد بنملجم و سودان بن حمران و كنانة بن بشر، وكتب عثمان إلى أهل الأمصار: إن قد رفع إليّأهل المدينة أن عمّالي وقع منهم أضراربالناس، و قد أخذتهم بأن يوافوني في كلموسم فمن كان له حق فليحضر يأخذ بحقه منيأو من عمّالي، أو تصدّقوا فإنّ الله يجزيالمتصدّقين. فبكى الناس عند قراءة كتابهعليهم(1) كذا في الأصل و في الكامل ج 3 ص 152: فقالعليّ: أنشدك الله! هل تعلم ان معاوية كانأخوف لعمر من يرفأ، غلام عمر، له؟ قال: نعم.(2) الأصح ان يقول يأتونك.