الطبقة الثانية من الفرس و هم الكينية وذكر ملوكهم و أيامهم إلى حين انقراضهم
هذه الطبقة الثانية من الفرس و ملوكهميعرفون بالكينيّة لأنّ اسم كل واحد مضافإلى كي و قد تقدّم معناه، و المضاف عندالعجم متأخر عن المضاف إليه و أوّلهم فيماقالوا كيقباذ من عقب منوشهر بينهما أربعةآباء، و كان متزوجا بامرأة من رءوس التركولدت له خمسة من البنين: كي وافيا و كيكاوسو كي أرش و كي نية و كي فاسمن، و هؤلاء همالجبابرة و آباء الجبابرة. قال الطبريّ: وقيل إنّ الملوك الكينية و أولادهم من نسلهجرت بينه و بين الترك حروب، و كان مقيمابنهر بلخ يمانع الترك من طروق بلاده و ملكمائة سنة و انتهى.و ملك بعده ابنه كيكاوس بن كينية و طالتحروبه مع فراسيات ملك الترك، و هلك فيهاابنه سياوخش، و يقال كان على عهد داود، وأنّ عمرا ذا الأذعار من ملوك التبابعةغزاه في بلاده فظفر به و حبسه عنده باليمن،و سار وزيره رستم بن دستان بجنود فارس إلىغزو ذي الأذعار فقتله و تخلص كيكاوس الىملكه. و قال الطبري كان كيكاوس عظيمالسلطان و الحماية، و ولد له ابنه سياوخشفدفعه إلى رستم الشديد ابن دستان، و كانأصهر بسجستان حتى إذا كملت تربيته و فصالهردّه الى أبيه، فرضيه و كفلت به امرأة أبيهفسخطه، و بعثه لحراب فراسيات (1) و أمرهبالمناهضة، فراوده فراسيات في الصلح، وامتنع أبوه كيكاوس فخشي منه على نفسه، ولحق بفراسيات فزوّجه بنته أم كي خسرو، ثمخشيه فراسيات على نفسه و أشار على ابنتهبقتله فقتلته. و ترك ابنة فراسيات حاملابخسرو و ولدته هنالك، و أعمل كيكاوسالحيلة في إخراجه فلحق به.و يقال إنه لما بلغه قتل ابنه، بعث عساكرهمع قواده فوطئوا بلاد الترك و أثخنوا فيهاو قتلوا بني فراسيات فيمن قتلوه. قالالطبري و إنه غزا بلاد اليمن و لقيه ذوالأذعار في حمير و قحطان، فظفر به و أسره وحبسه في بئر و أطبق عليه. و إن رستم سار منسجستان فحارب ذا الأذعار ثم اصطلحا على أنيسلم إليه كيكاوس فأخذه و رجع إلى(1) و في نسخة أخرى: افراسيات.