بكذب ما بلغه من ذلك و انه ضابط للمال (1)حافظ له، فكتب إليه عليّ أعلمني ما أخذت ومن أين أخذت و فيما صنعت (2)؟ فكتب إليه ابنعبّاس فهمت استعظامك لما رفع إليك انيرزأته من هذا المال فابعث إلى عملك منأحببت فاني ظاعن عنه و استدعى أخواله منبني هلال، فجاءته قيس كلها و لم يبعثالأموال (3) و قال:
هذه أرزاقنا، و أتبعه أهل البصرة و وقفتدونه قيس. فرجع صبرة بن شيمان الهمدانيّبالأزد و قال قيس: إخواننا و هم خير منالمال فأطيعوني، و انصرف معهم بكر و عبدالقيس ثم انصرف الأحنف بقومه من بني تميم وحجز بقية تميم عنه، و لحق ابن عبّاس بمكة.
مقتل علي
قتل علي رضي الله عنه سنة أربعين لسبععشرة من رمضان و قيل لإحدى عشرة و قيل فيربيع الآخر و الأوّل أصح، و كان سبب قتلهأنّ عبد الرحمن بن ملجم المراديّ و البرك(4) بن عبد الله التميميّ الصريميّ و اسمهالحجّاج و عمرو بن بكر التميمي السعديّ،ثلاثتهم من الخوارج لحقوا من فلّهمبالحجاز، و اجتمعوا فتذاكروا ما فيه الناسو عابوا الولاة و ترحّموا على قتلىالنهروان، و قالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهمفلو شرينا أنفسنا و قتلنا أئمة الضلال وأرحنا منهم الناس، فقال ابن ملجم و كان منمصر: أنا أكفيكم عليّا، و قال البرك: أناأكفيكم معاوية، و قال عمرو بن بكر التميمي:أنا أكفيكم عمرو بن العاص. و تعاهدوا أن لايرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت. واتّعدوا لسبع عشرة من رمضان و انطلقوا، ولقي ابن ملجم أصحابه بالكوفة فطوى خبرهعنهم، ثم جاء إلى شبيب بن شجرة من أشجع ودعاه إلى الموافقة (5) في شأنه، فقال شبيبثكلتك أمك فكيف تقدر على قتله. قال:
أكمن له في المسجد في صلاة الغداة فانقتلناه و إلّا فهي الشهادة، قال: ويحك لا
(1) و في النسخة الباريسية: و انه بريءضابط للمال.
(2) و في نسخة ثانية: وضعت.
(3) و في نسخة ثانية: فحمل المال.
(4) البرك على وزن صرد كذا خطه الحافظ أ ه.(تاج العروس)
(5) و في النسخة الباريسية، المرافقة.