تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 400
نمايش فراداده

«440»

غزوة ذات الرقاع:

و أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّمبعد بني النضير إلى جمادى من السنةالرابعة، ثم غزا نجدا يريد بني محارب و بنيثعلبة من غطفان، و استعمل على المدينة أباذرّ الغفاريّ، و قيل عثمان بن عفان، و نهضحتى نزل نجدا فلقي بها جمعا من غطفانفتقارب الناس و لم يكن بينهم حرب، إلا أنهمخاف بعضهم بعضا حتى صلّى رسول الله صلّىالله عليه وسلّم بالمسلمين صلاة الخوف، وسميت ذات الرقاع لأنّ أقدامهم نقبت وكانوا يلقون عليها الخرق. و قال الواقدي:لأنّ الجبل الّذي نزلوا به كان به سواد وبياض و حمرة رقاع فسميت بذلك و زعم أنهاكانت في المحرم.

غزوة بدر الصغرى الموعد:

كان أبو سفيان نادى يوم أحد كما قدّمناهبموعد بدر من قابل و أجابوه بأمر رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم، فلمّا كان في شعبانمن هذه السنة الرابعة خرج لميعاده واستعمل على المدينة عبد الله بن عبد اللهبن أبي بن سلول، و نزل في بدر و أقام هناكثمان ليال و خرج أبو سفيان في أهل مكّة حتىنزل الظهران أو عسفان، ثم بدا له في الرجوعو اعتذر بأنّ العام عام جدب.

غزوة دومة الجندل:

خرج إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّمفي ربيع الأوّل من السنة الخامسة و خلف علىالمدينة سباع بن عرفطة الغفاريّ. و سببهاأنه عليه السلام بلغه انّ جمعا تجمعوا بهافغزاهم، ثم انصرفوا من طريقه قبل أن يبلغدومة الجندل و لم يلق حربا. و فيها وادعرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عيينة (1)بن حصن أن يرعى بأراضي المدينة لأنّ بلادهكانت أجدبت، و كانت هذه قد أخصبت بسحابةوقعت فأذن له في رعيها.

غزوة الخندق‏

كانت في شوّال من السنة الخامسة، و الصحيحأنها في الرابعة، و يقويه أنّ ابن عمر يقولردّني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومأحد و أنا ابن أربع عشرة سنة ثم أجازني يومالخندق و أنا ابن خمس عشرة سنة فليس بينهماإلّا سنة واحدة و هو الصحيح، فهي قبل دومةالجندل بلا شك. و كان سببها أنّ نفرا مناليهود منهم: سلام بن أبي الحقيق و كنانةبن الربيع بن أبي الحقيق و سلام بن مشكم وحيي بن أخطب من بني‏

(1) و في النسخة الباريسية: عتبة.