بأسرها، فكان كذلك. و كفر الشاه بعدمعاوية و غلب على بلاد آمل و اعتصم منهزنبيل بمكانه، و طمع هو في زرنج فحاصرهاحتى جاءت الأمداد من البصرة فأجفلوا عنها.
و قصد الحكم بن عمرو التغلبي من أمراءالانسياح بلد مكران و لحق به شهاب بنالمخارق و جاء سهيل بن عديّ و عبد الله بنعبد الله بن عتبان و انتهوا جميعا الى دوين(1) و أهل مكران على شاطية (2) و قد أمدّهم أهلالسند بجيش كثيف، و لقيهم المسلمونفهزموهم و أثخنوا فيهم بالقتل، و اتبعوهمأياما حتى انتهوا الى النهر و رجعوا إلىمكران فأقاموا بها و بعثوا إلى عمر بالفتحو الأخماس مع صحّار العبديّ، و سأله عمر عنالبلاد فأثنى عليها شرّا، فقال: و الله لايغزوها جيش لي أبدا و كتب إلى سهيل و الحكمأن لا يجوز مكران أحد من جنودكما.
كان أمر أمراء الانسياح لما فصلوا إلىالنواحي، اجتمع ببيروذ (3) بين نهر تيري ومنادر من أهل الأهواز جموع من الأعاجمأعظمهم الأكراد، و كان عمر قد عهد إلى أبيموسى أن يسير إلى أقصى تخوم البصرة ردءاللأمراء المنساحين، فجاء إلى بيروذ و قاتلتلك الجموع قتالا شديدا و قاتل المهاجر بنزياد حتى قتل (4). ثم وهن الله المشركينفتحصّنوا منه في قلّة و ذلّة، فاستخلف أبوموسى عليهم أخاه الربيع بن زياد و سار الىأصبهان مع المسلمين الذين يحاصرونها حتىإذا فتحت رجع إلى البصرة. و فتح الربيع بنزياد بيروذ و غنم ما فيها و لحق به بالبصرةو بعثوا إلى عمر بالفتح و الأخماس، و أرادضبّة بن محصن العنزي أن يكون في الوفد فلميجبه أبو موسى، فغضب و انطلق شاكيا إلى عمربانتقائه ستين غلاما من أبناء الدهاقينلنفسه و أنه أجاز الحطيئة بألف و ولّى زيادبن أبي سفيان أمور البصرة، و اعتذر أبوموسى و قبله عمر.
و كان عمر قد اجتمع إليه جيش من المسلمينفبعث عليهم سلمة بن قيس الأشجعي
(1) و في النسخة الباريسية: دومن. (2) و في نسخة ثانية: شاطئية. (3) بيروذ على وزن فيروز، قال في الكامل وآخره ذال معجمة أ ه. (4) و في نسخة ثانية: و قتل المهاجر بن زياد.