عمرو و قال لا وفقك الله غدرت و فجرت. و حملشريح على عمرو فضربه بالسيف (1) و ضربه ابنعمر كذلك، و حجز الناس بينهم، فلحق أبوموسى بمكّة و انصرف عمرو و أهل الشام إلىمعاوية فسلموا عليه بالخلافة، و رجع ابنعبّاس و شريح إلى عليّ بالخبر فكان يقنتإذا صلّى الغداة و يقول اللَّهمّ العنمعاوية و عمرا و حبيبا و عبد الرحمن بنمخلد و الضحّاك بن قيس و الوليد و أباالأعور، و بلغ ذلك معاوية فكان إذا اقنتيلعن عليّا و ابن عبّاس و الحسن و الحسين والأشتر (2).
و لما اعتزم عليّ أن يبعث أبا موسىللحكومة أتاه زرعة بن البرح الطائي وحرقوص بن زهير السعديّ من الخوارج و قالاله: تب من خطيئتك و ارجع عن قضيّتك و اخرجبنا إلى عدوّنا نقاتلهم، و قال عليّ: قدكتبنا بيننا و بينهم كتابا و عاهدناهم،فقال حرقوص: ذلك ذنب تنبغي التوبة منه،فقال عليّ: ليس بذنب و لكنه عجز من الرأي،فقال زرعة: لئن لم تدع تحكيم الرجاللأقاتلنك أطلب وجه الله، فقال عليّ: بؤسالك كأني بك قتيلا تسفى عليك الرياح، قال:وددت لو كان ذلك.
و خرجا من عنده يناديان لا حكم إلّاللَّه، و خطب عليّ يوما فتنادوا من جوانبالمسجد بهذه الكلمة، فقال عليّ: الله أكبركلمة حق أريد بها باطل، و خطب ثانيا فقالواكذلك، فقال: أما آن لكم عندنا ثلاثا ماصحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروافيها اسمه و لا الفيء ما دمتم معنا و لانقاتلكم حتى تبدءونا و ننتظر فيكم أمرالله. ثم اجتمع الخوارج في منزل عبد اللهبن وهب الراسبي (3) فوعظهم و حرّضهم علىالخروج إلى بعض النواحي لإنكار هذه البدع،و تبعه حرقوص بن زهير في المقالة، فقالحمزة بن سنان الأسدي (4): الرأي ما رأيتم لكنلا بدّ لكم من أمير و راية، فعرضوها علىزيد بن حصين الطائي، ثم حرقوص بن زهير، ثمحمزة بن سنان، ثم
(1) و في النسخة الباريسية: بالسوط. (2) قال ابن كثير في تاريخه: ان هذا لم يصحّأ ه و لعلّ الدعاء كان لغير اللعن. قالهنصر. (3) و في النسخة الباريسية: عبد الله بنوهيب الراسي. (4) و في نسخة اخرى: حمزة بن سنان الأزديّ.