مالك بن زيد بن كهلان فانتزعها من زوجهاأبي مرّة بن ذي يزن، و قد كانت ولدت منهابنه معديكرب، و هرب أبو مرّة، و لحقبأطراف اليمن و اصطفى أبرهة ريحانة فولدتله مسروق بن أبرهة و أخته بسباسة. و كانلأبرهة غلام يسمّى عمددة، و كان قد ولّاهالكثير من أمره، فكان يفعل الأفاعيل حتىعدا عليه رجل من حمير أو خثعم فقتله و كانحليما فأهدر دمه.
ثم إنّ أبرهة بنى كنيسة بصنعاء تسمّىالقليس لم ير مثلها و كتب إلى النجاشيّبذلك، و إلى قيصر في الصنّاع و الرخام والفسيفساء، و قال لست بمنته حتى أصرفإليها حج العرب. و تحدّث العرب بذلك فغضبرجل من السادة، أحد بني فقيم، ثم أحد بنيمالك، و خرج حتى أتى القليس فقعد فيها، ولحق بأرضه. و بلغ أبرهة و قيل له الرجل منالبيت الّذي يحج إليه العرب، فحلف ليسيرنّإليه يهدمه. ثم بعث في الناس يدعوهم إلى حجالقليس، فضرب الداعي في بلاد كنانة بسهمفقتل و أجمع أبرهة على غزو البيت و هدمه،فخرج سائرا بالحبشة و معه الفيل. فلقيه ذونفر الحميريّ و قاتله فهزمه و أسره، واستبقاه دليلا في أرض العرب. قال ابنإسحاق: و لما مرّ بالطائف خرج إليه مسعودبن معتب في رجال ثقيف فأتوه بالطاعة وبعثوا معه أبا رغال دليلا، فأنزله المغمسبين الطائف و مكة فهلك هنالك و رجمت العربقبره من بعد ذلك قال جرير:
ثم بعث أبرهة خيلا من الحبشة، فانتهوا إلىمكة، و استاقوا أموال أهلها، و فيها مائتابعير لعبد المطلب و هو يومئذ سيد قريش،فهمّوا بقتاله ثم علموا أنّ لا طاقة لهم بهفاقصروا. و بعث أبرهة حناطة الحميريّ إلىمكة يعلمهم بمقصده من هدم البيت، و يؤذنهمبالحرب إن اعترضوا دون ذلك، و أخبر عبدالمطلب بذلك عن أبرهة، فقال له:
و الله ما نريد حربه، و هذا بيت الله فانيمنعه فهو بيته و ان يخلي عنه فما لنا نحنمن دافع. ثم انطلق به إلى أبرهة، و مرّ بذينفر و هو أسير، فبعث معه إلى سائس الفيل، وكان صديقا لذي نفر، فاستأذن له على أبرهة،فلما رآه جلّه و نزل عن سريره، فجلس معهعلى بساطه. و سأله عبد المطلب في الإبل.فقال له أبرهة هلا