تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 86
نمايش فراداده

«100»

الهزيمة، ثم نازل أريحاء ستة أشهر (1)، و فيالسابع نفخوا في القرون، و ضج الشعب ضجةواحدة، فسقط سور المدينة فاستباحوها وأحرقوها. و كمل الفتح و اقتسموا بلادالكنعانيين كما أمرهم الله. هذا مساقالخبر عن سيرة موسى صلوات الله عليه و بنيإسرائيل أيام حياته و بعد مماته حتى ملكواأريحا.

و في كتب الأخباريين أن العمالقة الذينكانوا بالشام قاتلهم يوشع فهزمهم و قتلآخر ملوكهم و هو السميدع بن هوبر بن مالك. وكان لقاؤهم إياه مع بني مدين في أرضهم و فيذلك يقول عوف بن سعد الجرهميّ:


  • أ لم تر أنّ العلقميّ بن هوبر ترامت عليه من يهود جحافل ثمانون ألفاحاسرين و درعا

  • بأيلةأمسى لحمه قد تمزّعا ثمانون ألفاحاسرين و درعا ثمانون ألفاحاسرين و درعا

ذكره المسعودي و قد تقدّم لنا خلافالنسّابة في هؤلاء العمالقة و أنهم لعمليقبن لاوذ أو لعمالق بن أليفاز بن عيصوالثاني، لنسابة بني إسرائيل سار إليهعلماء العرب. و أما الأمم الذين كانوابالشام لذلك العهد، فأكثرهم لبني كنعان. وقد تقدّمت شعوبهم، و بنو أروم أبناءعمّون، و بنو مؤاب أبناء لوط، و ثلاثتهمأهل يستعير (2) و جبال الشراة و هي بلادالكرك و الشوبك و البلقاء، ثم بنو فلسطينمن بني حام و يسمى ملكهم جالوت و هو منالكنعانيين منهم، ثم بنو مدين ثمالعمالقة. و لم يؤذن لبني إسرائيل في غيربلاد الكنعانيين فهي التي اقتسموها وملكوها و صارت لهم تراثا، و أما غيرها فلميكن لهم فيها إلّا الطاعة و المغارمالشرعية من صدقة و غيرها.

و في كتب الأخباريين أنّ بني إسرائيل بعدملكهم الشام، بعثوا بعوثهم إلى الحجاز، ولك يومئذ أمّة من العمالقة يسمّون جاسم، وكان اسم ملكهم الإرم بن الأرقم، و كانأوصاهم أن لا يستبقوا منهم من بلغ الحلم.فلما ظهروا على العمالقة و قتلوا

(1) يتفق ابن خلدون مع الطبري و ابن الأثيرحول المدة التي حاصر يوشع مدينة أريحا ففيالطبري ج 1 ص 228 «فأحاط بمدينة أريحا ستةأشهر فلما كان السابع نفخوا في القرون و ضجالشعب ضجة واحدة فسقط سور المدينة» و فيالكامل ج 1 ص 202 و قيل بل حصرها ستة أشهرفلما كان السابع تقدموا الى المدينة وصاحوا صيحة واحدة فسقط السور».

اما ابو الفداء فيذكر ان مدة حصار أريحاكانت ستة أيام و يوافق ذلك ما ذكر فيالتوراة، الاصحاح السادس من سفر يوشع: «انالحصار كان ستة أيام و في اليوم السابع سقطالسور».

(2) و في نسخة اخرى: يسعير.