تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 95
نمايش فراداده

«110»

العلامة فيه فسلمه و أقام في المصاف. و قداحتمل الحجارة في مخلاته، فلما عاين جالوتقذفه بحجارة فصكّه في رأسه و مات، و انهزمبنو فلسطين، و حصل النصر.

فاستخلص طالوت حينئذ داود و زوّجه ابنته،و جعله صاحب سلاحه، ثم ولاه على الحروبفاستكفى به. و كان عمره حينئذ فيما قالالطبريّ ثلاثين سنة. و أحبه بنو إسرائيل، واشتملوا عليه، و ابتلي طالوت و بنوهبالغيرة منه، و همّ بقتله و نفذ لذلكمرارا، ثم حمل ابنه يهونتان على قتله، فلميفعل لخلة و مصافاة كانت بينهما و دس إلىداود بدخيلة أبيه فيه، فلحق بفلسطين وأقام فيهم أياما، ثم إلى بني مؤاب كذلك، ثمرجع الى سبطه يهوذا بنواحي بيت المقدس،فأقام فيهم يقاتل معهم بني فلسطين في سائرحروبهم، حتى إذا شعر به طالوت طلب بنييهوذا بإسلامه اليه، فأبوا فزحف إليهمفأخرجوه عنهم، و لحق ببني فلسطين و قاتلهمطالوت في بعض الأيام فهزموه، و اتبعوه وأولاده يقاتلون دونه حتى قتل يهونتان ومشوى و ملكيشوع و بنو فلسطين في اتباعه حتىإذا أيقن بالهلكة قتل نفسه بنفسه. و ذلكفيما قال الطبريّ لأربعين سنة من ملكه.

ثم جاء داود إلى بني يهوذا فملكوه عليهم،و هو داود بن إيشا بن عوفذ، بالفاءالهوائية، ابن بوغر و اسمه أفصان بالفاء،الهوائية و الصاد المشمة. و قد قدّمنا ذكرهفي حكّام بني إسرائيل بن سلمون الّذي نزلبيت لحم لأوّل الفتح ابن نحشون سيد بنييهوذا عند الخروج من مصر ابن عميناذاب بنإرم بن حصرون بن بارص بن يهوذا، هكذا نسبهفي كتاب اليهود و النصارى، و أنكره ابن حزمقال: لأن نحشون مات بالتيه و إنما دخلالقدس ابنه سلمون، و بين خروج بني إسرائيلمن مصر و ملك داود ستمائة سنة باتفاق منهم،و الّذي بين داود و نحشون أربعة آباء، فإذاقسمت الستمائة عليهم يكون كل واحد منهمإنما ولد له بعد المائة و الثلاثين سنة وهو بعيد.

و لما ملك داود على بني يهوذا نزل مدينتهمحفرون بالفاء الهوائية، و هي قرية الخليلعليه السلام لهذا العهد، و اجتمع الأسباقكلهم إلى يشوشات بن طالوت، فملكه فيأورشليم و قام بأمره وزير أبيه أفيند و قدمرّ نسبه.

و في كتاب أسفار الملوك من الإسرائيلياتأنّ رجلا جاء الداود بعد وفاة طالوت،فأخبره بمهلكه و مهلك أولاده في هزيمتهمأمام بني فلسطين، و أمر هذا الرجل أن يقتلهلما أدركوه، فقتله و جاء بتاجه و دملجه إلىداود، و انتسب الى العمالقة، فقتله‏