تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 100
نمايش فراداده

«116»

الخبر عن افتراق بنى إسرائيل منهم ببيتالمقدس على سبط يهوذا و بنيامين الىانقراضه‏

لما قبض سليمان صلوات الله عليه و سلامه،ولي ابنه رحبعم (1)، و ضبطه براء مهملة و حاءمهملة مضمومتين و باء موّحدة ساكنة و عينمهملة مضمومة و ميم، فقام بأمره و زاد فيعمارة بيت لحم و غزّة و صور و أيلة، و اشتدّعلى بني إسرائيل و طلبوا منه تخفيفالضرائب، فامتنع و طالبهم بالوظائف، و أخذفيهم برأي الغواة من بطانته، فنقموا عليهذلك و انتقضوا. و جاءهم يربعم بن نباط منمصر، فبايعوه و ولّوه عليهم، و اجتمع عليهسائر الأسباط العشرة من بني إسرائيل، ماعدا سبط يهوذا و بنيامين، و تزاحفوا للحرب.ثم دعاهم بعض أنبيائهم للصلح فتواضعوا واصطلحوا.

و في السنة الخامسة من ملك رحبعم زحفشيشاق ملك مصر إلى بيت المقدس، فهربرحبعم، و استباحها شيشاق و رجع و ضرب عليهمالجزية، ثم دفعوه و منعوه. فأقام بنو داودفي سلطانهم على بني يهوذا و بنيامين ببيتالمقدس و عسقلان و غزة و دمشق و حلب و حمص وحماة و ما إلى ذلك من أرض الحجاز، و ملكالأسباط العشرة بنواحي نابلس و فلسطين، ثمنزلوا مدينة شومرون و هي شمرة و سامرة فيالناحية الشرقية الشمالية من الشام ممايلي الفرات و الجزيرة، و اتخذوها كرسيّالملكهم ذلك، و أقاموا على هذا الافتراقإلى حين انقراض أمرهم، و وقعوا في الجلاءالّذي كتب الله عليهم كما نذكره.

ثم هلك رحبعم لسبع عشرة سنة من دولته، وولي بعده على سبط يهوذا و بنيامين بأرضالقدس ابنه أفيا (2)، و ضبطه بهمزة مفتوحة ومتوسطة بين الفاء و الذال من لغتهم و ياءمثناة من تحت مشدّدة و ألف، و كان على مثلسيرة أبيه. و كان عابدا صوّاما، و كانتأيامه كلها حربا مع يربعم بن نباط و بنيإسرائيل، و هلك لثلاث سنين. و ولى بعدهابنه أسا (3)، بضم الهمزة و فتح السينالمهملة و ألف‏

(1) و في التوراة: ورد اسمه رحبعام.

(2) و في نسخة اخرى: أبيّا.

(3) و في نسخة أخرى: آسا.